• يقولون.. إذا أردت أن تعرف شعبا.. انزل إلي الشارع وشاهد سلوكياته.. ستعرف على الفور طبيعته!! وأقول: إذا أردت أن تعرف جمهورا.. اذهب إلي الملعب, وتابع المباريات.. ستعرف علي الفور نوعية الجمهور, إذا كان عصبيا, مندفعا, متشنجا, وإذا كان عدوانيا يتنمر بالحكام واللاعبين والمدربين, ستعرف على الفور إذا كان الجمهور رياضيا يلتزم بالروح الرياضية, أم أنه جمهور عصبي.. مندفع.. يرفض الهزيمة مهما كانت الأسباب!! ونحن في مصر.. يا ترى من أي نوع؟!! سأسأل.. والقاريء يجيب ويحدد بنفسه نوعية جمهورنا وسلوكياته!! فلو كنا نتعامل بروح رياضية, لماذا نزل الجمهور أرض الملعب في لقاء الزمالك والأفريقي وحوله إلى ساحة معركة!؟ ولماذا حدث ذلك بعد أن فقد الزمالك الأمل في الفوز وكان على بعد دقائق معدودة من الخروج؟!! .. ولماذا لجأ جمهور الأهلي إلي الشماريخ والهتافات وقلدته كل جماهير أندية مصر؟!! المصيبة أن هذا يحدث بعد تسجيل الأهلي للأهداف وتحقيق الفوز!! هل السبب يرجع لرغبة الجماهير في تفجير طاقات كامنة تواكب التعبير عن الفرحة والفوز؟!! ولماذا يحدث هذا رغم علم الجماهير بأنها تصرفات تكلف ناديها الكثير وتتسبب في نقل المباريات أو إقامتها بدون جماهير!! .. هل هو التصرف الذي يعكس مقولة: «ومن الحب ما قتل»؟!! • في ملعب الاتحاد السكندري كانت ثورة جماهيرية مضادة وتلقائية.. بعد هزيمة الفريق من وادي دجلة, وثورة الجمهور كانت ضد الفشل الإداري في الاتحاد قبل فشل اللاعبين فنيا في الملعب!! .. ثورة الجمهور لم تكن من فلول النظام السابق في الاتحاد.. ولكن من جمهور بكى من كثرة الهزائم, ويتألم لاقتراب الفريق من الهبوط وهو آخر أمل سكندري في كرة القدم!! لكن.. لماذا تحول الجمهور المصري الذي كان معروفا عنه التشجيع المثالي وآخر هتافاته «شيلوا الرف».. إلى جمهور عدواني سريع الانفعال.. مندفع.. يتكلم بيده, ولا يكتفي بالجلوس في المدرجات, بل يتحول إلى لاعب مشاغب يستعمل العصي والصواريخ والشماريخ ضد كل أدوات اللعبة؟! هل هي انعكاسات الثورة على الشباب الذي يجلس معظمه بلا عمل؟! هل هي تعبير عن حالة الرفض الداخلي لكل من هو قديم في مصر, أو من فلول النظام السابق؟! • جمهورنا في حاجة ماسة لدراسات مطولة عن أسباب هذا التمرد, لأن العيب فينا نحن, ولأننا غير قادرين علي مسايرة التغيير الذي طرأ على المجتمع, ولأن شريحة كبيرة في المجتمع لا تعرف أن الهدف من الثورة هو الالتزام والأمن والأمان وأن تسود حالة الحب بين الجميع وليس الاندفاع واستعمال الأسلحة داخل أرض الملعب.. العيب فينا نحن وليس في اللوائح أو القوانين.. فإذا أصلحنا أنفسنا.. ستنصلح بالتالي كل اللوائح ونعدل القوانين التي لا تتامشى مع العهد الجديد!! المهم أن نعرف ماذا نريد, حتى نعرف إلى أين وكيف نسير!! بقلم : جمال هليل الجمهورية