وصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تحالف جماعة الإخوان المسلمين المصرية مع حزب الوفد، بأنه سيشكل تحالفاً صلباً استعداداً للانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر / أيلول المقبل. وقالت الصحيفة إن التحالف بين حزب العدالة والحرية التابع للإخوان، الذين وصفتهم بأنهم أكبر جماعة سياسية إسلامية منظمة في مصر، وحزب الوفد الذي يمثل أقدم حزب ليبرالي في البلاد، تم بهدف الدخول بقائمة موحدة في الانتخابات المقبلة، ومن المرجح أن يشكل هذا التحالف نجاحا كبيرا لجماعة الإخوان، التي يتوقع لها أن تفوز بنحو ثلث المقاعد في البرلمان المصري المقبل. وكان هذا التحالف بين الوفد المشهور تاريخيا بعلمانيته وبشعاره "الدين لله والوطن للجميع" والإخوان المتهمين بالسعي لإنشاء دولة دينية، قد أثار ردود فعل واسعة وتساؤلات دولية ومحلية، حيث اعتبر "بمثابة زواج غير متوقع بين قوتين غير متكافئتين في النسب". خطوة مفاجأة عصام العريان عصام العريان وكتبت صيحفة واشنطن بوست في معرض تغظية واسعة افردتها للخبر، أن التحالف شكل مفاجأة لبعض المحللين نظرا للعداء الطويل بين الطرفين. ونقلت الصحيفة عن عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وعضو مكتب الارشاد السابق قوله إن التحالف أصبح أمرا واقعا، وسيحدد بشكل كبير نتائج الانتخابات المقبلة، مضيفا أنه مفتوح امام الجميع، ودعا احزابا وجماعات أخرى للانضمام إليه. وقال العريان: "إننا نريد برلمانا يمثل كل الأمة، بجميع تياراتها وقواها السياسية"، معبرا عن أمله في أن يكون التحالف بداية لتكتل واسع النطاق مع أحزاب وقوى سياسية أخرى ومستقلين، بما يسمح لمثل هذا التكتل بظهور قوي في أول انتخابات برلمانية تشهدها البلاد عقب الإطاحة بنظام مبارك. ونوهت الصحفية إلى أنه من غير المتوقع أن يفوز أي حزب سياسي في مصر بأغلبية كبيرة في انتخابات مجلس الشعب المصري المقبل، الذي سيكون مكلفا باختيار لجنة تضم 100 عضو لوضع الدستور الجديد للبلاد. وتقول الصحيفة إنه في الوقت الذي تتدافع فيه جماعات وقوى علمانية وليبرالية لتشكيل أحزاب سياسية، تسعى جماعة الإخوان المسلمين لتوسيع قاعدتها في المناطق التي تحظى فيها بنفوذ، وتقليص التنافس مع منافسين آخرين في مناطق أخرى. وقالت إليغا زاروان الباحثة في الشأن المصري في مجموعة الأزمات الدولية "إن هذا التحالف ربما يعطي الإخوان قاعدة صلبة في أماكن لم يسبق لهم التواجد فيها من قبل." مضيفة أنه تحول مهم في مسيرة الإخوان. انتهازية سياسية بينما وصف نبيل فهمي سفير مصر السابق لدى الولاياتالمتحدة هذا التحالف بأنه ربما يكون نوعا من "الانتهازية" السياسية. وأضاف فهمي أن حزب الوفد ربما يحظى بدعم الإخوان، وربما تستفيد جماعة الإخوان من صورة الوفد كحزب ليبرالي. وألقى التقرير الضوء على تاريخ جماعة الإخوان منذ تاسيسها عام 1928 على يد حسن البنا، وخوضها للانتخابات لأول مرة عام 1984، مرورا بانتخابات 2005 التي احتلت فيها نحو خمس مقاعد مجلس الشعب المصري، وحتى الانتخابات الأخيرة في عهد مبارك التي جرت في نوفمبر / تشرين الماضي، والتي انسحبت الجماعة من جولتها الثانية بعد فشلها في الحصول على اي مقعد خلال الجولة الأولى.