شهداء ثورة 25 يناير هم الابطال الحقيقيون الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لحرية وكرامة وعزة وتقدم بقية المصريين جميعا، وهم مع الأنبياء والصديقين في جنات النعيم بإذن الله، ويكفيهم قول الله تعالى في كتابه العزيز: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}.. ويشفع الشهيد ل70 من أهل بيته، فهنيئا له ولأهله. إلا ان سطور اليوم ليست عن الشهداء، بل عن مصابي الثورة، فبعد مرور قرابة 5 شهور على الثورة، وعلى الرغم من أن وجودهم أمام اعين الجميع في المستشفيات الخاصة والعامة، الا ان تلاحق الاحداث، وخطورة ما تمر به مصر من أوضاع، أغلق عيوننا «جميعا»، ولا استثني أحدا، عن الجراح الطاهرة لمصابي الثورة، ولا يكفي أبدا ان يعلن مجلس الوزراء رسميا إنشاء وتأسيس مؤسسة «رعاية أسر شهداء ومصابي ثورة 25 يناير»، ومع احترامي لمجلس الأمناء ولكل الشخصيات العامة التي ضغطت على الحكومة، حتى أصدرت قرار انشاء المؤسسة بعد 5 شهور من قيام الثورة، الا ان أبسط القواعد التي كان ينبغي تطبيقها لم تطبق حتى الآن، وأعني حصر عدد المصابين، فالعدد الذي تقدره وزارة الصحة هو 8800 مصاب، وما يتردد في أروقة المنظمات الأهلية وجمعيات النفع العام حوالي 12500 مصاب. وللأسف الغالبية العظمى من الإصابات هي الإصابات المباشرة برصاصات و«خرطوش» زبانية حبيب العادلي ومجرمي نظامه، وكانت الإصابات في العيون مباشرة، فأغلب المصابين إما أُصيبوا بالعمى الكامل أو فقدوا احدى العينين، والباقي أُصيب بالشلل نتيجة الدهس بسيارات الشرطة. ومن يتابع الفضائيات يرى مناظر تقطع نياط القلوب، وتدمي المآقي لهؤلاء الابطال الذين فقدوا أبصارهم أو قدرتهم على الحركة أو شوهت وجوههم وملامحهم، ولا ننسى أبدا الطبيب الشاب الذي أصر احد الضباط على ضربه بالرصاص، ثم دهسه بالسيارة فطحن عظام نصف جسده «طولا»، وشاءت إرادة الله ان يعيش، ليشهد العالم على بشاعة وقسوة وحقارة النظام الذي نحاول التخلص منه – حتى الآن – وندعو الله ان يطهر مصر من أمثال هؤلاء الطغاة البغاة. ومما يزيد الألم قسوة، والنفس حسرة، والمرارة علقما، ان هؤلاء الابطال الذين وضعوا رؤوسهم على أكفهم ليحررونا فسحقت الفئة الباغية عظامهم، وفقأوا عيونهم، هؤلاء الأبطال تركوا للأسف دون ما يستحقون من رعاية، وأغلبهم غادر المستشفيات التي لجأوا إليها مضطرين فور اصابتهم، عندما علموا ان جهاز الشرطة يلاحقهم الى المستشفيات ويعتقلهم رغم اصابتهم، فتواروا عن الانظار وكتموا آهاتهم، وداروا جراحهم حتى لا يتعرضوا واهلهم لما هو أبشع في زنازين اجهزة الامن، مما زاد اصاباتهم سوءا، لولا ان قدر الله لهم بعضا من عباده الصالحين، فعلة الخير والساعين له، فأدخلوهم بعض المستشفيات الخاصة، والمستوصفات لعلاجهم على نفقتهم الشخصية احيانا، ونفقة بعض جمعيات النفع العام وهيئات المجتمع المدني أحيانا اخرى. واليوم.. والى ان تتحرك مؤسسة رعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة، على الدولة ورجال الاعمال والجاليات المصرية في الخارج ان تتحرك لتبني تحرك وطني للاسراع بتوفير أفضل مستوى للعلاج لهؤلاء الابطال، سواء داخل مصر أو خارجها إذا اقتضى الأمر. وليس عيبا ان نلجأ للدول الشقيقة والصديقة للمساهمة في هذا العمل الانساني، فذلك لا يدخل أبدا تحت بند «الاستجداء»، فاليابان مع كل ما تملك من امكانات فتحت الباب لكل دول العالم للمساهمة في محو آثار الكارثة التي ألمت بها، فلا مانع أبدا ان تتقدم الدول الشقيقة والصديقة المتقدمة في مجال العلاج الطبي لتتكفل كل دولة بعلاج عدد محدد من المصابين حسب امكاناتها وظروفها، فليس عيباً أبدا قبول يد العون الانسانية في مثل هذه الظروف الخاصة، قبل ان تستفحل حالات المصابين، وتسوء اصاباتهم.. حمى الله مصر وشعبها من كل مكروه. .. وغدا نكمل. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 لا تصالح على الدم.. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سَيْفُها كان لك بيدٍ سيفها أَثْكَلك؟ أمل دنقل – لا تصالح