تظاهر عشرات الآلاف من اليابانيين في جميع أنحاء اليابان اليوم السبت احتجاجا على سياسة الطاقة النووية التي تنتهجها الحكومة، وذلك بعد مرور ثلاثة أشهر على كارثة الزلزال وموجات المد العاتية (تسونامي) التي ضربت البلاد في 11 مارس والأزمة النووية التي نجمت عنها. ونظمت مجموعات من المواطنين ومنظمات غير هادفة للربح المسيرات في مسعى لوضع حد لتوليد الكهرباء من المحطات النووية في أعقاب الأزمة في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية- 250 كيلومترا شمال شرقي طوكيو-. وتعطلت محطة فوكوشيما، التي تضم ستة مفاعلات، في 11 مارس مما أدى إلى تسرب مواد مشعة منذ ذلك الحين. وأجبرت الأزمة النووية حوالي 87 ألف شخص على إخلاء المنطقة القريبة من المحطة. وقال كومي نايدو، المدير التنفيذي لمنظمة جرينبيس إنترناشيونال، لحشد في طوكيو، إنه تحرك جراء المناظر الحزينة التي شاهدها خلال زيارة لمنطقة فوكوشيما في وقت سابق الأسبوع الماضي. وأضاف نايدو:"إنه من المحزن للغاية أن يشاهد آباء في هذا الوضع في فوكوشيما. إنهم قلقون للغاية بشأن مستقبل أبنائهم". واتهم قادة اليابان السياسيين بأنهم "يفتقرون للشعور بالمسئولية" لأنهم تركوا الوضع يتواصل. وقال نايدو: "نرغب في توجيه رسالة إلى جميع حكومات العالم ، وهي أن (الطاقة) النووية مكلفة للغاية... (الطاقة) النووية خطرة للغاية". كما اتهم مستشار سابق لرئيس الوزراء الياباني ناوتو كان حكومة بلاده بالتسبب في تفاقم تعرض السكان المحليين للإشعاع خلال الأزمة النووية. وذكرت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء اليوم السبت نقلا عن توشيسو كوساكو أستاذ الأمان الإشعاعي بكلية الدراسات العليا بجامعة طوكيو، إن الحكومة لم تستخدم التوقعات حول الإشعاع الصادر من محطة فوكوشيما دايتشي بكفاءة. وذكر المنظمون أنه على عكس مظاهرات أخرى في اليابان، ضمت المظاهرات المناهضة للسياسة النووية عددا أكبر من الشباب والنساء. وقال ماكوتو ياناجيدا، زعيم جماعة مناهضة للطاقة النووية، إن الأزمة النووية جعلت عددا أكبر من الأشخاص مدركين للآثار السلبية لاستخدام الطاقة الذرية. وتكافح حكومة رئيس الوزراء ناوتو كان وشركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) المسئولة عن تشغيل المحطة من أجل إعادة الاستقرار إليها،إلا أنهما تعرضا لانتقادات شديدة بسبب الاستجابة "البطيئة وغير الكافية" للأزمة.