أكدت مصادر وثيقة الإطلاع أن السلطات اليمنية بدأت منذ الثلاثاء الماضي بإجلاء أفراد عائلة الرئيس المصاب علي عبد الله صالح من أبنائه وأحفاده من العاصمة صنعاء إلى العاصمة الإماراتيةأبوظبي، عبر طائرات خاصة وبتكتم شديد. وقالت المصادر لصحيفة "القدس العربي"، إن العاصمة الإماراتيةأبوظبي استقبلت خلال الأيام الماضية العديد من رحلات الطيران الخاصة القادمة من اليمن، تقل أفرادا من عائلة الرئيس علي عبد الله صالح من أبنائه وأحفاده، وفي مقدمتهم أبناء نجله الأكبر العميد أحمد علي، قائد الحرس الجمهوري، الذي يسيطر حاليًا على دار الرئاسة بصنعاء، وكذا أحفاده من أبناء بناته، بالإضافة إلى أسر وأبناء أنجال شقيق الرئيس صالح البارزين الذين يسيطرون على الأجهزة الأمنية في البلاد. وأوضحت أن أفراد العائلة الحاكمة اليمنية الذين تم إجلاؤهم من العاصمة اليمنية صنعاء إلى الإمارات العربية المتحدة، يشمل الزوجات والأبناء والأحفاد الذكور والإناث، وأنه يتم استقبالهم بتكتم شديد في مطار أبوظبي بواسطة السفير اليمني شخصيًا هناك عبد الله حسين الدفعي، ولا يسمح لغيره بالمشاركة في هذه العملية التي وصفت ب(السرية). وأشارت إلى أن السفير الدفعي مستنفر لوحده منذ منتصف الأسبوع للقيام بهذه المهمة الخاصة، من خلال عمليات الاستقبال لأفراد عائلة صالح وترتيب الإقامات لهم في قصور الأسرة الحاكمة، التي على ما يبدو تم شراؤها منذ وقت مبكر في العديد من مناطق الإمارات العربية. وكانت المصادر الإعلامية ذكرت مطلع الأسبوع أن الرئيس صالح اصطحب معه نحو 24 شخصًا من أفراد عائلته إلى السعودية في طائرة خاصة، تزامنت مع نقله إلى الرياض لتلقي العلاج في المستشفى العسكري هناك، غير أن المصادر الرسمية نفت أنباء تسفيرهم إلى السعودية. وفسّر البعض أسباب تراجع صالح عن اصطحاب أفراد عائلته إلى السعودية، حتى لا يفسّر الموضوع على أنه خروج نهائي لصالح من البلد، خاصة أن السعودية قد لا تكون الوجهة النهائية التي يفضل صالح الاستقرار فيها مع أفراد عائلته في حال قرر التخلي عن السلطة. وفي حين لم تكشف المصادر الخاصة عن أسباب نقل أفراد عائلة صالح إلى الإمارات العربية، أرجعت مصادر أخرى الأسباب إلى احتمال ترتيب الوضع الداخلي للأسرة الحاكمة، مع احتمالات متواترة باقتراب تسليم السلطة فعليًا من أفراد عائلة صالح إلى نائب الرئيس عبد منصور هادي، القائم بأعمال الرئيس صالح حاليًا. ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصادر أخرى قولها: إن ضغوطًا شديدة أمريكية وأوروبية وخليجية تمارس حاليًا على الرئيس صالح وعلى أفراد عائلته، الذين لا زالوا يمسكون بزمام الأمور في اليمن، من أجل تسليم السلطة إلى عبدربه منصور هادي، حسب الدستور اليمني وكذا وفقًا للمبادرة الخليجية التي طالبت الرئيس صالح بنقل صلاحياته إلى نائبه، تلبية لمطالب الثورة الشبابية التي تطالب منذ 4 أشهر بإسقاط النظام.