انتقدت وزارة الخارجية المصرية، اليوم السبت، تصريحات لنائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جاء فيها أن مصر تستخدم أموال المساعدات الأمريكية في "قمع المتظاهرين"، واصفة إياها ب"الجهل والقصور". وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الوزارة، بدر عبد العاطي، تعقيبًا على تصريحات ماري هارف، الجمعة، إن "هذه التصريحات الممجوجة تنم عن قصور وجهل كامل لحقائق الأمور في مصر، وتفتقر إلي أبسط قواعد المصداقية والموضوعية من خلال إجراء مقارنة غير مقبولة وغير مبررة بين مصر وإسرائيل في معرض تناولها للعدوان الإسرائيلي المتواصل علي قطاع غزة وما ترتب عليه من قتل للمدنيين الفلسطينيين". ومضى بقوله "إذا ما تناولنا تحديدًا هذه التصريحات إزاء مصر، فنحن نتساءل عن الواقعة التي تشير إليها المسؤولة الأمريكية تحديداً بشأن قمع لمتظاهرين تم باستخدام المساعدات العسكرية الأمريكية، والتي تعمدت عدم ذكرها لأنها محض خيال لديها، كما أنها في إشارتها إلي المتظاهرين المسالمين فإنها قد أغفلت عن عمد أو عن جهل أن من تم التعامل معهم بشكل حازم كانوا يحملون السلاح ويروعون الأبرياء في محاولة منهم لبث الرعب وفرض إرادتهم ليس علي الدولة فحسب وإنما علي إرادة الشعب المصري بأسره". وأضاف عبد العاطي أن الإشارة إلى أن "تعليق المساعدات العسكرية جاء لأنها استخدمت ضد الشعب المصري تدعونا لمطالبة المسؤولة الأمريكية بتوضيح الحالة التي تم خلالها استخدام الطائرات الأباتشي ومروحيات ال F-16 ضد الشعب المصري أو المتظاهرين السلميين، وخاصة في ضوء الاحتياج إلي الطائرات الأباتشي للتصدي للأعمال الإرهابية التي راح ضحيتها العديد من أفراد القوات المسلحة والشرطة الذين يقومون بحماية حدودنا والأبرياء من المدنيين، والتي أجمع المجتمع الدولي بما فيه الولاياتالمتحدة علي ضرورة مقاومتها بكل حزم"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول". وهاجمت المسؤولة الأمريكية، أمس الجمعة مصر بقولها إن "إسرائيل تستخدم أموال المساعدات الأمريكية لمحاربة الإرهاب، بينما تستخدمها مصر في قمع المتظاهرين". ورفضت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مقارنة علاقة الولاياتالمتحدة بإسرائيل بعلاقتها بمصر، وذلك في رد على سؤال حول سبب تجميد المساعدات الأمريكية للقاهرة، العام الماضي، بسبب تضييق الحكومة الخناق على المدنيين، وعدم فعل الشىء نفسه مع تل أبيب بعد قتلها مئات المدنيين في غزة. وأجابت هارفي، في الموجز الصحفي، "الوضع مختلف تمامًا، علاقتنا مع إسرائيل علاقة جيش بجيش آخر، وهي قوية للغاية، ومختلفة للغاية عن تلك (علاقتنا) مع مصر، وكما تعرفون نحن قمنا بتعليق كميات كبيرة من المساعدات بعد ما حدث سياسيًا في مصر". ورداً على سؤال بشأن الاختلاف بين العلاقتين، في حين أن اهتمام الإدارة الأمريكية نفسه وهو استخدام الأسلحة ضد المدنيين، قالت هارفي "في مصر، كانوا يستخدمونها (تقصد مساعدات) ضد شعبهم. وفي إسرائيل كانوا يستخدمونها ضد منظمة إرهابية .. لمحاربة منظمة إرهابية وهو ما نعتقد أنه دفاع مشروع.. هذا مختلف". وفي موضع آخر، تابعت هارفي "في مصر، هناك حكومة تقوم بقمع شعبها.. وفي إسرائيل هناك حكومة تحارب تهديدا خارجيا يأتي من غزة، الذي هو من منظمة إرهابية، وبالتالي فلا يوجد حالة مماثلة".