في أعقاب تصاعد المواجهات بين الفصائل والكتائب الليبية المسلحة والمتنازعة في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، قتل ما يقارب من 23 مواطنا مصريا إثر سقوط صاروخ جراد علي منزلهم، ما دفع آلاف المصريين العاملين بالأراضي الليبية إلى محاولة الهروب إلى الحدود التونسية. وسادت حالة من الفوضى أثناء هروب المصريين العالقين بين الحدود الليبية التونسية، بالقرب من معبر رأس جدير، ما حدا بالقوات التونسية إلى إطلاق الأعيرة النارية في الهواء لمنع دخول المصريين بالقوة، الأمر الذي أدى لمقتل عدد غير معلوم منهم وإصابة المئات، بحسب ما ذكره العائدون من ليبيا. وقال مراقبون إن هناك ما يقارب من 10 آلاف عامل مصر ما زالوا محتجزين بمطار تونس الدولي عقب فرارهم من ليبيا بسبب الأزمة الطاحنة بها والاشتباكات المسلحة الدائرة هناك. فيما تشابهت روايات المصريين العائدين من ليبيا حول إهانتهم من قبل الكتائب والفضائل الليبية المسلحة هناك وتعامل السلطات التونسية معهم بطريقة إنسانية علي الرغم من سقوط عدد منهم برصاص قوات حرس الحدود التونسية بسبب التدافع علي الدخول لتونس، متهمين المندوبين عن السفارة المصرية في تونس بخذلانهم وعدم الدفاع عنهم وتسهيل إجراءات عودتهم إلى القاهرة، ومشاهدتهم أثناء الاعتداء عليهم أمامهم دون أن يفعلوا شيئًا. وقال شقيق محمد المفتي، أحد المصريين العائدين من ليبيا إن شقيقه عاد إلي مصر من مطار جربا بتونس، بعد أن عذبهم ليبيون بزي عسكري، ما أدى إلى إغمائه وحدوث نزيف له.
وأضاف المفتي أن المندوبين المصريين كانوا موجودين أثناء اعتداء الليبيين على المصريين بالأراضي الليبية، مشيرًا إلى حفاوة الاستقبال التونسي لشقيقه - بحسب ما ذكره له -.
وتابع أن بمطار جربا يوجد ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف مصري عاد منهم فقط علي الطائرة المصرية 750، والباقي ما زال عالقًا هناك، مع وجود آلاف آخرين ما زالوا عالقين علي الحدود الليبية التونسية.
وأشار إلى أن المسلحين الليبيين قاموا بسحب جميع متعلقاتهم وأموالهم، حتى تليفوناتهم المحمولة تم سحبها وتكسيرها.
وقال خميس محمد، العائد من مطار "جربا" بتونس، إن من عاد معهم علي الطائرة العائدة من تونس 750 عاملاً، مع بقاء آلاف آخرين عالقين علي الحدود التونسية الليبية وداخل الأراضي الليبية.
ووصف محمد ممدوح من محافظة سوهاج، الأحداث المروعة التي شهدها خلال هروبه من الأراضي الليبية إلى الحدود التونسية بالموت المحقق، وإن ليبيين في زي عسكري قاموا بضربه أكثر من مرة بدبشك سلاحهم حتى كسروا له رجله.
واتهم مندوب السفارة المصرية في ليبيا بالحصول على 35 دينارًا من كل واحد منهم بدعوي مصاريف إدارية وسفر، وأنه كان يحدثهم بطريقة مهينة كأن يقول لهم: "اقعدوا يا حيوانات يا بهايم، انتو مش بني آدميين" على حد قوله.
وأوضح أن مطلبهم يتمثل فقط في إعادة باقي المصريين العالقين بالأراضي الليبية، وسط مصير مجهول ينتظرهم.
واتهم الليبيون بالاعتداء عليهم وضربهم وسرقة متعلقاتهم وقتل عدد منهم يقترب من خمسة أفراد، بعكس معاملة الأمن التونسي الذي رحب بهم، وبأن مجرد وصولهم للأراضي التونسية أصبحوا بذلك أكثر أمانًا.
واختتم قائلاً: "للأسف إحنا المصريين ملناش كرامة في أي دولة، ومواطنيهم دايمًا بيذلونا ويقولوا لنا لو قتلناكم هنا مالكمش دية وما حدش هيسأل ولا يدور عليكم".
وأكد عائدون من ليبيا أن هناك أكثر من 30 ألف عامل مصرى آخرين محاصرون بشارع الشوك بطرابلس من قبل مسلحين بعد فرارهم من منطقة المشروع والكرامية الليبية وتم الاستيلاء على أموالهم وجميع متعلقاتهم الشخصية وسط تهديد مستمر بالقتل.
وكان آلاف المواطنين المصريين العاملين بليبيا، فروا من الأراضي الليبية، عقب القتال الدائر هناك، إلى الحدود التونسية، والذين عثرت عليهم قوات حرس الحدود التونسية، واحتجزتهم لحين تسليمهم للسلطات المصرية.