ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، يعد في نظر الكثيرين في سوريا المسؤول الأول عن أعمال قمع المظاهرات المندلعة منذ ثلاثة أشهر في سوريا، والتي أدت إلى مقتل نحو 1300 شخص، واعتقال أكثر من 10 آلاف آخرين. ونقلت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته اليوم الأربعاء على موقعها على الإنترنت، عن نشطاء ومحللين سياسيين قولهم، إن بشار الأسد سيلجأ للاعتماد على أخيه ماهر وكتيبة جنوده بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، في ظل بدء انشقاق بعض المنتمين إلى الجيش السوري، وزيادة ترنح النظام في الآونة الأخيرة. وأوضحت الصحيفة أن ماهر الأسد، وفقا للمحللين السياسيين، بقيادته للكتيبة الرابعة في الجيش السوري، وكذلك قيادته للحرس الجمهوري، إضافة إلى سيطرته الكبيرة على جهاز المخابرات السوري، سيكون له الدور الأكبر في مسعى دمشق لإجهاض المظاهرات الشعبية والإبقاء على الحكومة السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين في سوريا ينظرون إلى قوة الدور الذي يقوم به ماهر الأسد من خلال إحكامه للدائرة الضيقة التي يعتمد عليها شقيقه في إدارة البلاد، وهي الدائرة التي تعتمد على ترابط أفراد العائلة والأصدقاء. وفي هذا السياق، نقلت نيويورك تايمز عن الدبلوماسي السوري السابق بسام بيطار قوله: "سيطرة ماهر الأسد على أدوات الأمن تجعله الرجل الأول في سوريا، وليس الرجل الثاني"، قائلا: "في بعض الأحيان أرى الصدق في حديث بشار عن إجراء إصلاحات في البلاد، غير أن ماهر لا يمكنه تقبل هذا الأمر". وأوضح بيطار أن العلاقة بين بشار وأخيه الأصغر ماهر تعد نموذجا مكررا للعلاقة بين الرئيس السابق حافظ الأسد وأخيه الأصغر رفعت، قائلا: "التاريخ يعيد نفسه، فكما كان رفعت الأسد القاتل البغيض في عهد الرئيس السابق، فإن ماهر الأسد يعد هو القاتل البغيض في ظل النظام الحالي". يذكر أن رفعت الأسد كان له نفس الدور الكبير الذي يتمتع به ماهر في نظام الحكم السوري، كما كان أحد أعمدة إخماد الإضطرابات التي حدثت بين عامي 1979 و 1982 بتخطيطه لمجزرة حماة، التي وقعت عام 1982، والتي راح ضحيتها نحو 10 آلاف قتيل على الأقل.