ظهرت الولاياتالمتحدة مترددة بشأن التأكيد على مقتل إلياس كشميري، "العقل العسكري" لتنظيم القاعدة. ورفضت الولاياتالمتحدة تأكيد مقتل كشميري، في تصريحٍ يتعارض مع ما أدْلَي به رئيس الوزراء الباكستاني، رضا يوسف جيلاني، بأنّ واشنطن أكّدت مصرع القيادي البارز في القاعدة بغارة أمريكية داخل مناطق القبائل الباكستانية. وصرَّح الناطق باسم البنتاجون، مارك تونر، أثناء الموجز الصحفي اليومي بالوزارة: "ما من تأكيد... ليس لدي أيّ تأكيد في هذا الخصوص." ورد تونر على سؤال حول ما إذا كان يقصد بأنّ واشنطن لا يمكنها إثبات تقرير مقتله أو أنّه ليس لديه تعقيب، قائلاً: "كلاهما.. ليس لدي تعقيب، وما من وسيلةٍ لتأكيد مقتله." ويخالف تصريح تونر ما أَدْلى به رئيس الحكومة الباكستانِي خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، قال فيه: إنّ الولاياتالمتحدة أكدت مقتل إلياس كشميري، الجمعة، دون الإشارة إلى تفاصيل. وكانَ التنظيم الذي يتزعمه كشميري "حركة الجهاد الإسلامي"، قد أعلنت الأسبوع الماضي مقتله، مع مجموعة من مساعديه بقصف صاروخي الجمعة، في تصريحٍ أعقب كشف مصادر استخباراتية مسئولة مقتل ثمانية من المسلحين في هجومٍ مشتبه لطائرة أمريكية بدون طيار، في منطقة الحدود القبلية المتاخمة لأفغانستان. وقال أبو حنظلة كشر، الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي المرتبطة بالقاعدة، والتي كان كشميري يتزعمها: إنّ الأخير قتل "مع عدد من مساعديه في الغارة، التي وقعت قبل منتصف الليل." وتعتبر الولاياتالمتحدة، إلياس كشميري، "العقل العسكري" لتنظيم القاعدة، وأحد أقدم المنخرطين فيما يُعْرَف ب"حركات الجهاد" في المنطقة. وقاد كشميري في السابق مجموعة تحمل اسم "الكتيبة 313" في حركة الجهاد الإسلامي، وهي مسئولة عن بناء العلاقات الوثيقة مع القاعدة، كما ارتبط بصلات مع الأمريكي ديفيد هادلي، الذي يعتقد أنّه قام بتنفيذ عمليات استطلاع مهدت لهجوم مومباي في الهند بنوفمبر 2008. وقد سبق لهادلِي أن أقرّ بأنه قابل كشميري لمرتين عام 2009، وذلك في مقرّه بمناطق خاضعة لسيطرة القبائل الباكستانية. وفي شبابه، قاتل كشميري جيش الاحتلال الهندي في كشمير الباكستانية التي تحتلها الهند، وفي وقتٍ لاحق شارك في القتال ضد قوات الاحتلال السوفيتية بأفغانستان. ويعتقد أنّ كشميري أوقف في الهند لفترة، ومن ثَمّ فرّ من سجنه وانضمّ إلى وحدة من القوات الباكستانية الخاصة، وبعد ذلك توترت علاقته مع إسلام آباد فانتقل إلى مناطق وزيرستان القبلية. واعتقلته باكستان عام 2003 بتهمة الضلوع في مخطط لاغتيال الرئيس السابق برويز مشرف، ولكنها أفرجت عنه في وقتٍ لاحقٍ لأسباب غير معروفة.