على الرغم من تصاعد العمليات العسكرية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وارتفاع عدد القتلى من الجانب الفلسطيني، وفي الوقت الذي خصصت قنوات عالمية وعربية نشرات ثابتة للحديث عن تلك الحرب، أحجمت بعض القنوات الفضائية المصرية عن التركيز على الصراع الدائر هناك. اكتفت أغلب القنوات الفضائية والصحف المستقلة والقومية بذكر أخبار القطاع في نشرات متباعدة، كما تجاهلت أغلب برامج التوك شو تحليل الصراع الدائر والدور المصري في إيقافه مركزة فقط على التغطية الخبرية. واعتبر أساتذة الإعلام، أن تجاهل الإعلام المصري للصراع الدائر هناك أتى بسبب تزامن الأحداث مع شهر رمضان وأيام عيد الفطر المبارك. وقال سامي الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، إن أغلب القنوات المصرية قنوات مستقلة لا تهتم بتغطية الأحداث السياسية خاصة في شهر رمضان وأيام عيد الفطر المبارك، بل يصب التركيز على المسلسلات والبرامج الفكاهية. وأضاف، أن متابعة التليفزيون للأحداث السياسية الخارجية "مقبول" في ظل المشاكل الداخلية المصرية من ارتفاع للأسعار والسخط الشعبي المصاحب له واستمرار الاحتجاجات، مما يجعل التركيز الأكبر على الشأن الداخلي دون الخارجي، كما أن التليفزيون المصري تحدث عن الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها مصر لوقف الصراع والتحركات التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لأجل ذلك. فيما اعتبرت منة الحديدي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن الإعلام لم يتجاهل أحداث غزة ولكن شهر رمضان له طقوسه فالقنوات المصرية – خاصة المستقلة – تهتم ببث المسلسلات والبرامج الترفيهية والمقالب أكثر من أي شيء آخر محاولة تجنب حتى الأحداث السياسية الداخلية.