أبرزت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اعترافات بعض جنود الاحتلال حول ما واجهوه من رعب على يد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن الجندي "يوآف" من وحدة طبية تابعة للواء "جولاني" قوله إنه حارب في لبنان وفي الضفة الغربية، إلا أنه لم يواجه الرعب, الذي رآه في غزة. كما نقلت الصحيفة عن جندي آخر من كتيبة "الناحال" قوله :"إنهم واجهوا في غزة مقاتلين فلسطينيين يخرجون من كل مكان مثل الأشباح, وهو أمر مخيف جدا، كما أنه تعرض لإطلاق النار من أسلحة خفيفة، وأحيانا لقذائف آر بي جي وصواريخ مضادة للدبابات". وبدوره, قال أحد جنود الاحتلال المرابضين على حدود غزة :" إنهم يواجهون في غزة الرعب والخوف من الموت أو الأسر على يد الفصائل الفلسطينية". وكان مجلس الأمن الدولي دعا في بداية جلسة طارئة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ أكثر من عشرين يوما خلف أكثر من ألف شهيد ونحو ستة آلاف جريح. وقال مراسل "الجزيرة" إن الرئيس الدوري لمجلس الأمن تلا في بداية الجلسة بيانا رئاسيا يعرب فيه المجلس عن قلقه من تدهور الوضع وارتفاع الضحايا المدنيين في غزة. وأضاف المراسل أن البيان تضمن دعوة لوقف فوري وعاجل لإطلاق النار، وحماية المدنيين والمؤسسات المدنية، لا سيما مؤسسات الأممالمتحدة، لكنه لم يتضمن أي دعوة لفتح المعابر ورفع الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات. ونقل المراسل عن دبلوماسيين في مجلس الأمن تأكيدهم رغبة المجتمع الدولي في منح المساعي الدبلوماسية الجارية حاليا في المنطقة فرصة إضافية للنجاح في التوصل إلى حل سياسي. ووفق المراسل, فإن مندوب إسرائيل في الأممالمتحدة أبدى امتعاضه من البيان، الذي قال إنه لم ينصف إسرائيل ولم يتطرق لما سماه "إرهاب" حركة حماس. ومن جهته، قال المندوب الفلسطيني بالأممالمتحدة إن البيان "لا يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني". وتأتي هذه الجلسة في 28 يوليو بعد حث الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إقرار وقف لإطلاق النار في غزة بشكل غير مشروط لدواعٍ إنسانية. وقد قالت مصادر ل "الجزيرة" إن إسرائيل قررت الدخول في تهدئة من دون الإعلان عن ذلك. وأعلن البيت الأبيض في بيان أنه بالاعتماد على الجهود التي قام بها وزير الخارجية جون كيري، طالب أوباما ب"الضرورة الاستراتيجية لإرساء وقف فوري إنساني لإطلاق النار وبلا شروط يضع حدا في الحال للمواجهات ويؤدي إلى وقف دائم للمعارك". وقالت مراسلة "الجزيرة" جيفارا البديري إن طلب أوباما جاء بناء على مناشدة وجهها ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بمناسبة عيد الفطر المبارك. وكان المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر اجتمع في 27 يوليو وبحث مستقبل العدوان على غزة وإمكانية توسيعه مستقبلا، ونُقل عن مصادر عسكرية القول إن الجيش الإسرائيلي سيدخل هدنة فعلية، وسيكتفي بالرد على الهجمات الصاروخية في حال إطلاقها من قبل المقاومة مع مواصلة العمل على تهديم الأنفاق. وكان نتنياهو أعلن في وقت سابق رفضه اقتراحا تقدم به وزير الخارجية الأميركي بتهدئة لمدة أسبوع، وقال إن تلك التهدئة تخدم حماس. وأشار نتنياهو في حوارات لقنوات تليفزيونية أميركية إلى أن المبادرة القيّمة الوحيدة في نظر الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار هي مبادرة الحكومة المصرية لأنها برأيه الوحيدة التي تتضمن الشروط اللازمة ل"فترة دائمة من الهدوء". وردا على سؤال بشأن احتمال توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، قال نتنياهو إن القوات الإسرائيلية ستواصل عملياتها في محاولة لتفكيك شبكة الأنفاق التابعة للمقاومة الفلسطينية عبر الحدود وتدمير مخزونها من الصواريخ. وأكد نتنياهو أن المجتمع الدولي بحاجة إلى ربط إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان العسكري الحالي بنزع سلاح المقاو