تعهّد قياديون في المعارضة اليمنية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح ب"القيام بكل ما بوسعها" لمنع عودته من السعودية التي قصدها السبت للعلاج من آثار الهجوم الذي تعرّض له الجمعة، بينما حذّر ناشطون آخرون من خطر التسرع باعتبار أنّ الأزمة في البلاد قد انتهت. ونقلت شبكة "سي إن إن"، عن محمد القحطان، الناطق باسم اللقاء المشترك الذي يضمّ أحزاب المعارضة الرئيسية قوله: "الشعب اليمني سيقوم بكل ما في وسعه لمنع صالح من دخول اليمن مجددًا." وفي وقتٍ انتشرت فيه مظاهرة احتفالية لأنصار المعارضة في صنعاء وتعز، وبينها الرقص والغناء في الشوارع، قال إبراهيم مثنى، أحد الناشطين الشباب في صنعاء: "أتَفَهّم سبب احتفال الناس العفوي، ولكن في الوقت عينه أظنّ أن الوقت ما زال مبكرًا للقيام بذلك." وأضاف مثنى: "بمجرد أن غادر صالح السبت سمعنا أصوات تفجيرات، كما وقعت بعض الاشتباكات في صنعاء، وأنا أعلم أن لمغادرة صالح رمزية كبيرة، ولكن علينا التريُّث ريثما ندخل فعلاً في عملية انتقالية.. المرحلة الآن ضبابية؛ لأنه من الصعب أن نعرف ما إذا كان رحيل صالح مؤقتًا أو أنه قائم على اتفاق مسبَّق مع المجتمع الدولي." ومن تعز، قال رياض علي، أحد نشطاء المعارضة الشبابية: "الاحتفال بدأ منذ اليوم فصالح لم يشعر بهذا الضعف من قبل ولن يكون لديه الشجاعة للعودة إلى اليمن بعد أن هاجم شعبه، ولذلك فإنّ الشباب سيواصلون الاحتفال وفي التظاهر في نفس الوقت حتى تتحقق جميع مطالبهم." وكان مصدر دبلوماسي غربي قد كشف الأحد، أنّ الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، يخضع لجراحة "مخ وأعصاب" دون تقديم إيضاح، بعدما نقل إلى السعودية لتلقي العلاج من إصابة في الرأس نجمت عن هجوم استهدف القصر الرئاسي الجمعة، في الوقت الذي نفت فيه مصادر يمنية مسئولة تقارير متداولة من أن أسرته غادرت برفقته إلى المملكة. وتناقض تصريحات الدبلوماسي تلك التي أدلى بها الناطق باسم حزب المؤتمر الحاكم من أنّ صالح غادر لإجراء فحوصات طبية بسيطة وأنه سيعود إلى البلاد قريبًا. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية، سبأ، عن مصدر رسمي أنّ أسرة الرئيس اليمني لم تغادر إلى المملكة برفقته، في نفي لما أوردته وسائل إعلام. وكانت مصادر يمنية مسئولة قد أكدت في وقت سابق، وبعد تضارب، مغادرة صالح إلى السعودية لتلقي العلاج من إصابة وصفت بأنها طفيفة، إلا أنّ مصدرًا سعوديًا قال: إنّ الحالة الطبية للرئيس اليمني أسوأ مما كان يعتقد. وتولّى نائب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، المسؤوليات الرئاسية نيابة عن صالح، وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية، عبده جنادي: إنّ المهام الرئاسية نقلت إلى هادي منذ منتصف ليل السبت.