ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الغزو البري الإسرائيلي لغزة جاء بعد يومين من فشل مفاوضات القاهرة في استجابة إسرائيل ومصر لمطالب حماس الأساسية. وأشارت الصحيفة في تقرير لها في 18 يوليو إلى مطلبين أساسيين رفضتهما إسرائيل, وهما إطلاق سراح سجناء حماس الذين تم اعتقالهم مؤخرا، وفتح الحدود, خاصة معبر رفح مع مصر. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله :"إن اقتراح وقف إطلاق النار المبدئي فشل, لأنه لم يبرم مع حماس, والآن حماس أكثر مشاركة, ولكن إذا لم تحصل الحركة على شيء, فإنها لن توافق على التهدئة، والمصريون والإسرائيليون يرفضون إعطاءهم أي شيء". وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال إن بلاده لا تعتزم إعادة النظر في مبادرة التهدئة التي طرحتها، بينما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن إرساء وقف إطلاق النار في قطاع غزة أمر "عاجل وملح". وأكد شكري في اجتماع مع نظيره الفرنسي في 19 يوليو بالقاهرة أنه لا نية لمصر في إعادة النظر في مبادرة التهدئة التي طرحتها القاهرة لأنها متكاملة -حسب قوله- آملا أن تحظى بدعم الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. واعتبر الوزير المصري أن مبادرة التهدئة متكاملة، وهي "توفر الفرصة الكاملة للطرفين لوقف إطلاق النار لوقف سيل الدم الفلسطيني ورفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، من خلال فتح المعابر وتوفير إطار للتفاوض للطرفين، وهي تلبي احتياجات الطرفين وسنستمر في طرحها". ومن جهته، قال فابيوس إن وقف إطلاق النار يعد أمرا عاجلا وملحا، من أجل وقف ما سماه دوامة أعمال العنف وحماية السكان المدنيين، وندد الوزير الفرنسي بما سماه "حصيلة بشرية كبيرة للغاية"، في إشارة إلى العدد الكبير للشهداء. وأشار فابيوس إلى أن الأولوية المطلقة هي وقف إطلاق النار، لكن يجب ضمان تهدئة دائمة تأخذ بالحسبان -حسب قوله- "حاجات إسرائيل في مجال الأمن والمطالب الفلسطينية، وجدد الوزير الفرنسي أيضا دعمه المبادرة المصرية. وعرضت مصر قبل أيام مبادرة لوقف إطلاق النار، رفضتها حماس على اعتبار أنها لم تتم استشارتها فيها, وباعتبارها لا تحقق مطالب المقاومة. وشنت إسرائيل بعد يومين هجوما بريا على قطاع غزة، حيث استشهد منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر في 7 يوليو 320 شخصا, بالإضافة إلى آلاف الجرحى.