أكد الدكتور نبيل العربي، وزير الخارجية، أن لقاءه، اليوم السبت، نائب الرئيس السوداني السيد علي عثمان محمد طه كان إيجابيا وبناء وتناول مسار العلاقات المصرية السودانية في مختلف المجالات، وأضاف العربي، في تصريح صحفي بعد اللقاء، أن نائب الرئيس السوداني دعا إلى مضاعفة المشروعات المشتركة التي تخدم الشعبين الشقيقين المصري والسوداني، كما أشاد طه، الذي يرأس الجانب السوداني في اللجنة العليا المشتركة، بالنجاحات التي تحققت بين البلدين، رغم الفترة الوجيزة على تكوين اللجنة السياسية بين البلدين. من جهته، قال السيد علي كرتي، وزير خارجية السودان: إن اللقاء بين السيد علي عثمان طه والدكتور نبيل العربي جاء في إطار دفع العلاقات بين السودان ومصر، وأن نائب الرئيس السوداني وجه الشكر إلى مصر على ما تقوم به تجاه الإخوة الفلسطينيين، ومن ذلك فتح معبر رفح بصورة دائمة، وجهودها التي أثمرت التوصل إلى اتفاق المصالحة الفلسطيني الذي تم التوقيع عليه بالقاهرة مؤخرا. وأضاف كرتي، أن السيد علي طه شكر مصر كذلك لما تقوم به من مساعدات إنسانية للإخوة في ليبيا، وكذلك التواصل الذي تم بصورة قوية جدا بين السودان ومصر، خاصة فيما يتعلق بالتعامل في قضية مياه النيل، وأشار الوزير السوداني إلى أن ما اتفق عليه الجانبان هو أن يجري حوار منسق بينهما قبل التحاور مع أي طرف ثالث فيما يخص قضية مياه النيل، وهو ما جرى بالفعل قبل زيارة الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، مؤخرا إلى أثيوبيا، حيث تم الاتفاق على النظر في قضية "سد الألفية" وغيرها من قضايا المياه، على أن تقوم لجنة فنية مشتركة من الدول الثلاث (مصر والسودان وأثيوبيا) بدراسة موضوع السد. ووصف كرتي هذا الموقف بأنه جديد في العلاقات بين البلدين ولم يكن ملموسا من قبل، بل بالعكس حيث كان الحوار السوداني مستقلا والحوار المصري مستقلا أيضا، وكان هناك تضارب في الآراء في كثير من الأحيان، بينما الآن هناك منهج جديد تسير عليه العلاقة بين البلدين فيما يتعلق بملف المياه وهو التشاور المستمر. وحول زيارة نائب الرئيس السوداني المرتقبة إلى مصر، قال السيد علي كرتي: إن موعد الزيارة لم يتحدد بعد، وأن ذلك سيتم في القريب العاجل، وحول دعم مصر وثيقة سلام دارفور قال الوزير السوداني: إن مصر هي إحدى الدول الست التي ترعى الحوار في الدوحة، وساعدت كثيرا في هذا الملف خاصة بعد ثورة 25 يناير. هذا وكانت قد توصلت جلسات الحوار والتشاور السياسي بين السودان ومصر التي عقدت بالخرطوم، اليوم السبت، إلى اتفاق بعقد اجتماع لجنة متابعة تنفيذ اتفاق "الحريات الأربع" بعد ثلاثة أشهر لإعادة تقييم الموقف مجددا، على ضوء المعطيات السائدة واتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ توجهات البلدين للمزيد من التعاون المشترك.