نشرت صحيفة "الجادريان" البريطانية مقالا للكاتب سوماس ميلن في 17 يوليو هاجم فيه بشدة صمت الغرب إزاء مجازر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأضاف الكاتب أنه بدلا من المطالبة بوقف حملة العقاب الجماعي الإسرائيلية ضد الأرض, التي ما زالت محتلة بشكل غير قانوني, تلوم القوى الغربية الضحية على مقاومتها, ويلقى باللوم الآن على حركة حماس لرفضها قبول مبادرة وقف إطلاق النار, التي "لفقها" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع حليفه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, الذي أطاح العام الماضي بجماعة الإخوان المسلمين, شقيقة حماس, ومنذ ذلك الحين, ضيق خناق الحصار على غزة, المستمر منذ ثماني سنوات. وتابع ميلن أن المقاومة الفلسطينية غالبا ما تُنتقد بأنها غير مجدية بالنظر إلى فارق القوة الهائل بين الجانبين، لكنه أردف بأن ما حدث منذ بدء العدوان الإسرائيلي قوى شوكة حماس بعد أن أظهرت أنها تستطيع الرد في عمق إسرائيل. وكان نتنياهو أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل الجمعة الموافق 18 يوليو ببدء هجوم بري واسع على قطاع غزة، قائلا إن هدفه تدمير الأنفاق العسكرية داخل القطاع، وأسفر الهجوم في ساعاته الأولى عن استشهاد 24 فلسطينيا، ليصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 يوليو إلى 265 ونحو ألفي مصاب. وقال بيان لجيش الاحتلال إن العملية البرية يشترك فيها سلاح المشاة وسلاح المدرعات وسلاح المهندسين والمخابرات، بالإضافة إلى دعم بحري وجوي، وتم استدعاء 18 ألفا من جنود الاحتياط للانضمام إلى أكثر من ثلاثين ألفا آخرين تم استدعاؤهم بالفعل. وكانت حركة حماس قالت إن الهجوم البري الذي أعلنته إسرائيل, خطوة خطيرة وغير محسوبة العواقب، ومصيرها الفشل، وأنها جاهزة للمواجهة. وقال القيادي في حماس فوزي برهوم إن الهجوم يأتي من أجل ترميم حكومة الاحتلال لمعنويات جنودها وقيادتها العسكرية المنهارة نتيجة ضربات المقاومة النوعية والمتواصلة، وإن الاحتلال سيدفع ثمن هجومه غاليا. وبدوره، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لوكالة الصحافة الفرنسية أن الهجوم البري على قطاع غزة آيل إلى الفشل. وقال مشعل :"ما عجز عن تحقيقه المحتل الإسرائيلي عبر العدوان الجوي والبحري، وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، واستهداف المدنيين خاصة الأطفال، وارتكاب جرائم حرب بحق الإنسانية وضد القانون الدولي، لن ينجح في تحقيقه عبر الاجتياح البري والمزيد من العدوان". ومن جهته، قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري لوكالة "رويترز" إن الهجوم البري "أحمق"، وستكون له "عواقب مروعة"، مؤكدا أنه لا يخيف قيادة حماس ولا الشعب الفلسطيني, وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي من عواقب مروعة "لمثل هذا العمل الأحمق". كما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن الاجتياح البري الإسرائيلي لن يحقق أهدافه، وسيكون مصيره الفشل، ودعت الجبهة الفصائل الفلسطينية للتنسيق بينها لإفشال مخططات جيش الاحتلال. وتبنت كتائب عز الدين القسام, الذراع العسكرية لحركة حماس, قنص جندي إسرائيلي اعترف الاحتلال بمقتله فجر الجمعة الموافق 18 يوليو، وذلك بعدما أعلنت الكتائب أنها اشتبكت مع قوة إسرائيلية خاصة في منطقة شمال بيت لاهيا شمال قطاع غزة. كما اعلنت كتائب القسام أنها قصفت مدينة ديمونة بصاروخي إم75. وذكرت "رويترز" أن الجندي القتيل يعتبر أول خسائر إسرائيل منذ بدء الهجوم البري.