من أين نبدأ؟ سؤال قصير مكون فقط من ثلاث كلمات وتسعة أحرف، وعلي الرغم من قصر السؤال إلا أن الإجابة عليه في غاية الصعوبة والتعقيد، قد تتعجب و قد لا تتفق معي فيما ذهبت إليه من صعوبة الإجابة علي هذا السؤال، وقد يكون لديك إجابة علي سؤالي..هل لديك إجابة عزيزي القارئ علي هذا السؤال؟ قد تكون إجابتك حاضرة بكلمة واحدة أو أكثر، التعليم، أو الصحة، أو الأمن، أو الإقتصاد، أو المصالحة، أو محاربة الفساد، او العدالة الإجتماعية، أو كل هذه الاشياء أو بعضها معا، نعم إن معظم هذه الملفات من الاهمية بمكان كبداية للإصلاح والإنطلاق نحو الفضاء الرحب للمستقبل، ذلك المستقبل الذي حلم به معظم شهدائنا في ثورتنا المجيدة، الإجابة النظرية علي هذا السؤال قد تبدو سهلة جدا، فلو كانت إجابتك بأن البداية من إصلاح التعليم، فأنا اتفق معك تماما فيما ذهبت إليه بأن بداية الإصلاح تبدأ من إصلاح التعليم، ولكن يأتي قبل التعليم، الأمن والإستقرار، فبدون الأمن والإستقرار لن يكون هناك تعليم ولن تكون هناك دولة بمفهومها الشامل والحديث، وقد تتحول مصر إلي عدة أمصار، ولكن هل تعلم ما هي إحتياجات وآليات إصلاح التعليم؟؟؟ ولكي نصلح التعليم فأي من المؤسسات الأخري التي نحتاج لإصلاحها قبل إصلاح التعليم، وكم من الموارد نحتاج كي نصلح هذا وذاك، وكم من المليارات تحتاج مصر كي تصلح منظومة الصحة، وكم من المليارات التي يجب توفرها لتحقيق العدالة الإجتماعية، وكم من الوقت والتشريعات نحتاج كي غلق حنفية الفساد التي تلتهم أي تنمية قائمة أو محتملة كالنار التي لا تشبع من الحطب. وقد يكون رأيك بأن البداية الحقيقية تنطلق من عودة مرسي إلي الحكم أولا ثم نفكر بعدها بأي الملفات نبدأ، ولا حجر علي رأيك ولن اناقشك في قناعاتك، ولكن اعتقد أن الزمن والأحداث قد تجاوزت مرسي ومبارك والملك أحمد فؤاد، وعقارب الساعة لا تعود إلي الوراء إلا إذا كانت الساعة معطوبة، وأتمني ألا تستغرق طويلا في مثل هذه الترهات التي لن تجدي نفعا، فقطار الزمن يتحرك دائما إلي الامام ولا يتوقف عند المحطة التي تحبها. الحقيقة التي لا مراء فيها، أن اي اصلاحات تقوم بها الحكومة أو الدولة في التعليم أو الصحة أو أي من المجالات المختلفة، بدون إصلاح الفرد وإصلاح ذات البين لن يكتب لها النجاح ولن تدفع سفينة الوطن للأمام قيد انملة وكأننا ندير طواحين الهواء، فالبداية الحقيقية للإصلاح ليست في إصلاح منظومات الأمن أو التعليم أو الصحة أو العدالة الإجتماعية أو الإقتصاد، وإن كان هذا ضروري وعاجل، ولكنها تكمن في إصلاح الفرد أولا وثانيا و.... وعاشرا، والإصلاح إما أن يكون ذاتيا وهذا من الصعوبة بمكان في الوقت الحالي لأسباب طول شرحها، أو من خلال الإعلام ورجال الدين ودور العبادة من مساجد وكنائس وهذا لن يتم إلا بوضع خطة وخريطة علمية سليمة ومدروسة بعناية من قبل علماء متخصصين في علوم الإجتماع والإعلام والشريعة. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.