أكد الملياردير سميح ساويرس، أنه لا يخطط لاستثمارات جديدة في مصر في ظل استمرار البطش ومشاكل المنظومة القانونية التي شكا من أنها تعرقل الإنعاش الاقتصادي. وقال ساويرس المنتمي للأقلية المسيحية التي دعمت بشكل كبير عزل الرئيس محمد مرسي إنه متفائل بالرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي لكنه طالب بإنهاء استخدام الدولة للقوة المفرطة والترهيب. وأضاف لموقع "أصوات مصرية" التابع لوكالة "رويترز": "إذا لم يتوقف البطش بالأبرياء فلن تأتي حكومة تتخذ قرارات جريئة تنهض بالاقتصاد والاستثمار." واعتقلت السلطات قيادات سياسية وشخصيات تولت مناصب خلال العام الذي قضاه مرسي في الرئاسة وأحالتهم للمحاكمة لتصدر بحقهم أحكام وصلت إلى الإعدام. وصدر هذا الشهر حكم بسجن صحفيين من شبكة الجزيرة الفضائية لسبعة أعوام بتهم تتضمن دعم الإخوان المسلمين وهو ما أحدث ضجة عالمية. وحكم بالسجن أيضا على وزراء من حقبة مبارك بتهم تتعلق بالفساد من بينهم وزير المالية السابق يوسف بطرس غالي ووزير التجارة السابق رشيد محمد رشيد. وقال ساويرس في مقابلة جرت في وقت سابق في يونيو إن التحدي الرئيسي الذي يواجه الاستثمار في مصر حاليا هو الخوف الذي يمنع المسؤولين من أخذ قرارات جريئة. وأضاف "لا أخطط للاستثمار في مصر حتى يتم تعديل المنظومة القانونية بحيث تصبح داعمة وحامية للمستثمرين. "الاستثمارات لن تأتي إلى مصر ما لم يتم تعديل المنظومة القانونية التي تحكم العمل التنفيذي." وأقرت الحكومة قانونا في أبريل يمنع الأطراف الثالثة من الطعن على العقود المبرمة بين الحكومة والمستثمرين وهو الأسلوب الذي انتهجه من قبل نشطاء ضد الفساد. وينظر إلى القانون الجديد كخطوة إيجابية لجذب الاستثمار، لكن ساويرس قال إن ثغرات قانونية أخرى تجعل المسؤولين خائفين من اتخاذ القرارات وهو ما يثني عن ضخ استثمارات جديدة. وينتمي ساويرس إلى أسرة كبيرة تسيطر على إمبراطورية شركات أوراسكوم. ويتولى إدارة أوراسكوم القابضة للتنمية التي مقرها سويسرا وتدير منتجعات سياحية ومشروعات عقارية في مصر وأوروبا. وتولى شقيقاه ناصف ونجيب مناصب إدارية رفيعة في أوراسكوم للإنشاء والصناعة وأوراسكوم تليكوم على الترتيب. كان نجيب الذي دعم المعارضة ضد مرسي قال لوكالة "رويترز" بعد أيام من الإطاحة بالرئيس المنتمي للإخوان المسلمين إنه وشقيقاه سيستثمرون في مصر أكثر من أي وقت مضى. وأسس ناصف شركة استثمار هذا الشهر أعلنت عن مشروعين بنحو 300 مليون دولار. وفي الوقت الحالي يبدو أن سميح سيظل متأخرا بخطوة عن شقيقيه مفضلاً حل نزاع قديم مع الحكومة بشأن تخصيص قطعة أرض قبل أن يستثمر في مشروعات جديدة. وأبدى ساويرس قلقه إزاء الأوضاع المعيشية للمصريين وبصفة خاصة الطبقة الوسطى وقال إن تلك الشريحة ستكون الأكثر تضررا من الخفض المرتقب لدعم الطاقة في مصر. وقال "الفترة القادمة ستكون مذبحة الطبقة الوسطى ... التي ستشهد مرحلة جديدة من تدهور مستوى معيشتها."