ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أن رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو الحقيقية للكونجرس بشأن السلام فى الشرق الأوسط، وخاصة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، هي أنه لن تكون هناك أي مفاوضات سلام. وقالت الصحيفة إن هذه الكلمات لم تخرج من فم نيتانياهو، ولكن هذا هو المعنى العملي لخطابه أمام الجلسة المشتركة للكونجرس أمس الثلاثاء، وخلاصته أن عملية السلام لن تصل إلى شيء. وقالت الصحيفة إن نيتانياهو وضع مجموعة من الشروط المسبقة على العودة إلى المفاوضات وإصرار معلن على احتلال إسرائيلي إلى أجل غير مسمى لوادي الأردن كشرط غير قابل للمناقشة، وهذه هي الرسالة التي تلقاها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذى أشارت الصحيفة إلى أن أحد مساعديه اعتبر الخطاب بمثابة "إعلان حرب". مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي ولخصت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي في 4 نقاط: فبدأت أولا: بالقدس، موضحة إلى أن نيتانياهو أكد أنها غير قابلة للتفاوض وتمتلكها إسرائيل الآن وإلى الأبد، رغم أن العديد من الدول بما فيها الولاياتالمتحدة لا تعتبر القدسالشرقية جزءا من إسرائيل. ثانيا: وأضافت الصحيفة أن نيتانياهو أكد على أن المفاوضين الفلسطينيين، المفترض أنهم منظمة التحرير الفلسطينية، يجب أن يعترفوا بإسرائيل كدولة "يهودية" كشرط مسبق للمحادثات، وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد اعترفت بحق إسرائيل في الوجود عام 1993. ثالثا: كما أشارت الصحيفة إلى أن نيتانياهو اشترط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يمزق اتفاق حكومة الوحدة والمصالحة الفلسطينية الذي وقعه مؤخرا مع حركة حماس كشرط مسبق للمحادثات، وهو الاتفاق الذي يمثل بين صفوف الفلسطينيين أحد الإنجازات الأكثر شعبية لعباس على مدى سنوات. ورابعا: كما أوضحت الصحيفة، اشترط نيتانياهو أنه لن يتم السماح لأي لاجئ فلسطيني أو أبنائه أو أحفاده بالعودة إلى إسرائيل الأم، كما يتعين على الفلسطينيين القبول بوجود عسكري إسرائيلي دائم بين الضفة الغربية وقطاع غزة كشرط أساسي لأية تسوية سلمية في نهاية المطاف. وقالت الصحيفة إنه رغم أن الكثير من هذه الأمور تمثل مواقف إسرائيلية قائمة منذ فترة طويلة، إلا أنه من الصعب على الجماهير الفلسطينية سماع هذه الأمور فى صورة شروط منصوص عليها وخاصة على هذا النحو المتشدد وبهذا التأييد المدوي من جانب الهيئة التشريعية لأقوى دولة في العالم. دفن كتاب نيتانياهو (مكان تحت الشمس( وعلى الرغم من خطاب نيتانياهو الذي اعتبره البعض محاولة لاستعادة بعض المكاسب الدبلوماسية، إلا أنه يبدو أنه لم يحقق الغرض المطلوب، فقد أقام عشرات المستوطنين ونشطاء اليمين الإسرائيلي مراسم دفن لكتاب (مكان تحت الشمس) الذي ألفه رئيس الوزراء الإسرائيلي معللين ذلك بقولهم: "إن ما كتبه نيتانياهو في كتابه حقائق فعلية لا غبار عليها ولكن أفعاله وخطابه أمام الكونجرس يتنافى تماما مع ما جاء في الكتاب"! وقال عضو الكنيست آرييه ألداد -الذي حضر مراسم الدفن- "إن نيتانياهو ليس زعيما وليس قائدا وهو رجل فارغ المضمون وعلى دولة إسرائيل أن تعلم جيدا أنها إن أرادت أن تتغلب على أعدائها فعليها أن تصبر وتعاني من أجل أن تحافظ على بقائها". وقال عدد من الحاضرين إن على رئيس الحكومة أن يتذكر جيدا ما حدث لرئيس الوزراء السابق إسحاق رابين وأرئيل شارون، وأن يعلم أن نهايته ستكون حتما سيئة. وأضافوا "لقد فرط رئيس الحكومة فى جميع الأساسيات والثوابت التي سطرها في كتابه.. ولذلك فإن مكان هذا الكتاب هو مزابل التاريخ".