قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في بغداد إن التقدم الذي حققه المسلحون السنة الى الشمال من العاصمة يشكل "تهديدا وجوديا" لدولة العراق، مضيفا ان "هذه هي لحظة مصيرية بالنسبة للقادة العراقيين." وتعهد كيري بعد لقائه عددا من الزعماء السياسيين العراقيين الاثنين بأن الولاياتالمتحدة ستقدم دعما "مركزا" للعراق لمساعدته في التصدي للمسلحين. علمت بي بي سي من عدد من سكان بلدة حديثة الواقعة على نهر الفرات في محافظة الانبار شمال غربي مدينة الرمادي ان مسلحي (داعش) لم يدخلوا المدينة بعد وانهم يحيطون بها من كل الاتجاهات. وقالوا إن مسلحي الصحوات يجوبون شوارع حديثة ، وان المجلس البلدي فرض حظرا للتجول منذ ثلاثة ايام يقوم رجال الصحوات بتطبيقه. واضافوا ان قطعات من الجيش العراقي مزودة بالاسلحة الثقيلة تنتشر عند سد حديثة لحمايته ومنع المسلحين من السيطرة عليه. وعبر اسكان عن خشيتهم من احتمال سقوط السد في ايدي المسلحين مما قد يؤدي الى تضرره ووقوع فيضانات. وهناك شائعات لم يتسن التأكد منها تتحدث عن مفاوضات بين العشائر والمسلحين حول استسلام العشائر. وقال كيري في وصفه لهذا الدعم "إنه سيكون مركزا ومتواصلا، واذا اتخذ السياسيون العراقيون الخطوات اللازمة لتوحيد البلاد فإنه سيكون ايضا دعما فعالا." وكان كيري قد وصل الى بغداد صباح الاثنين لإجراء محادثات مع القادة العراقيين بشأن الأزمة المتفاقمة. وتأتي زيارة كيري إلى بغداد في إطار محاولات للضغط من أجل توحيد العراقيين في مواجهة المسلحين. والتقى الوزير الأمريكي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقال المالكي عقب اللقاء إن الهجوم الذي يشنه تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام على بلاده يهدد المنطقة والعالم اجمع. وقال المالكي إن الازمة الحالية "تمثل تهديدا ليس للعراق فحسب بل للسلم الاقليمي والدولي." واجتمع كيري أيضا مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي ورئيس الوزراء السابق إياد علاوي ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم. وكان كيري قد حذر الأحد - خلال زيارته القاهرة - من أن "أيديولوجية العنف والقمع التي يتبناها مسلحو داعش تمثل تهديدا للمنطقة برمتها وليس العراق وحده." واتهم المرشد الأعلى الإيراني، على خامنئي، واشنطن بالسعي لاستعادة السيطرة على العراق من جديد، بحسب وكالة رويترز للأنباء، وهو اتهامات نفاها وزير الخارجية الأمريكي. وقد تعهد أوباما بارسال 300 مستشار عسكري إلى العراق، لتقديم المساعدة في قتال المسلحين. وكان المسلحون قد سيطروا في وقت سابق على مطار عسكري في مدينة تلعفر الاستراتيجية بالعراق. وتقع تلعفر على الطريق الرئيسي الذي يربط بين الحدود العراقية السورية ومدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق. ووصف جيم موير، مراسل بي بي سي في شمالي العراق، سيطرة المسلحين على مطار تلعفر بأنها ضربة قوية للحكومة التي كانت تأمل استخدامها كمنطلق لاستعادة السيطرة على الموصل. العظيم من جانب آخر، تمكنت القوات الأمنية العراقية من السيطرة على بلدة العظيم في محافظة ديالى، التي كانت تحت سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام خلال الأيام الماضية. ويقول مراسل بي بي سي الذي زار المنطقة برفقة الجيش العراقي اليوم إن عمليات تطهير البلدة لا تزال مستمرة، وإن تعزيزات كثيرة أرسلت إليها. ونقل مراسلنا عن هادي العامري وزير النقل والمكلف بقيادة العمليات في ديالى، أن معظم مناطق المحافظة باتت تحت سيطرة القوات العراقية، باستثناء بلدة السعدية، وأن غالبية مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية قد انسحبوا باتجاه محافظة صلاح الدين. وكان المسلحون قد سيطروا الأحد على على كافة المعابر الحدودية التي تربط العراق بكل من سوريا والأردن. على صعيد آخر، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كويتي قوله الاثنين إن الكويت سحبت سفيرها من العراق بسبب الوضع الأمني هناك. وقال خالد الجار الله وكيل وزارة الخارجية الكويتية إن الكويت أبلغت سفيرها وبعثتها الدبلوماسية بمغادرة العراق منذ أكثر من اسبوع نظرا للوضع الأمني في العراق. وأضاف ان السفير واعضاء البعثة سيعودون للعراق عندما تشعر الكويت بان الوضع اصبح مستقرا وطبيعيا مرة أخرى.