تعهد جيش شمال السودان بالاحتفاظ بالأراضي التي سيطر عليها في منطقة أبيي المنتجة للبترول والمتنازع عليها، في تحد لدعوة الأممالمتحدة إلى الانسحاب، ما يدفع الشمال والجنوب أكثر نحو الحرب مع استعداد الجنوب للانفصال. وبعد أسابيع من التوتر المتزايد والاتهامات المتبادلة بين الجانبين بالمسؤولية عن الاشتباكات، قالت الأممالمتحدة، إن الخرطوم أرسلت، السبت الماضي، دبابات إلى بلدة أبيي، وهي المدينة الرئيسية المأهولة بالسكان في المنطقة. ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الشمال إلى سحب قواته على الفور من المواقع التي انتشر فيها في أبيي، ويتوقع أن يجتمع ممثلون للدول الأعضاء في مجلس الأمن مع حكومة الجنوب في جوبا، اليوم الاثنين، بعد محادثات في الخرطوم. وقالت منظمة إغاثة، إن آلاف الأشخاص فروا تاركين بلدة أبيي، بينما تعطلت إمدادات الغذاء. وقال عاملون بالأممالمتحدة، يتمركزون في المنطقة: إنهم لم يتمكنوا من استئناف دوريات الحراسة في المنطقة بسبب القتال. ويخشى محللون من أن يؤدي القتال بين الشمال والجنوب بشأن أبيي إلى إشعال حرب أهلية مرة أخرى، ما قد يدفع البلاد بالكامل إلى هاوية الفوضى وتدفق اللاجئين عبر الحدود إلى دول إفريقية مجاورة. وقال جيش الشمال في بيان أمس الأحد، إن القوات المسلحة ستحتفظ بكل المناطق التي آلت إليها بحكم القوانين والاتفاقيات وأنها ستعمل على إرساء السلام والاستقرار في المنطقة. ونقل هذا البيان موقع التليفزيون الحكومي على شبكة الإنترنت. ويقول شمال السودان، إنه أرسل قوات لتطهير أبيي من الجنود الجنوبيين، الذين وصفهم بأنهم انتهكوا الاتفاقيات بدخولهم المنطقة. وما زالت السيطرة على أبيي أكبر نقطة شائكة في الفترة السابقة على الانفصال، وتحتوي أبيي على احتياطيات بترولية ومراعي خصبة، ولها أهمية رمزية بالنسبة للجانبين. ووعد اتفاق سلام 2005، الذي أنهى عقدين من الحرب الأهلية، سكان أبيي بإجراء استفتاء يتيح لهم إما الانضمام إلى الشمال أو إلى الجنوب، لكن الاستفتاء لم يجر بسبب عدم اتفاق الجانبين على من يحق لهم التصويت. وقال جوستافو فيرنانديز، مدير برنامج بمنظمة أطباء بلا حدود،: "أبيي الآن بلدة خالية، شاهدنا شاحنات محملة باللاجئين اليوم"، وأضاف، أنه تم علاج نحو 50 جريحا مدنيا، بينما عطل التصعيد إمدادات الغذاء في أبيي، وأضاف، "معظم الأسواق في أبيي مغلقة". وقال مسؤول بالأممالمتحدة، أمس الأحد: إنه لم يتضح متى تستأنف بعثة الأممالمتحدة في السودان دوريات الحراسة في منطقة أبيي. ويقول محللون، إن عدم الاستقرار في أبيي يمكن أن ينتقل إلى ولاية جنوب كردفان، حيث اتهم الحزب الحاكم في الجنوبالخرطوم بتزوير انتخابات الحكومة المحلية في وقت سابق الشهر الحالي. وقالت سوزان رايس، سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة: إن وزير الخارجية السوداني ونائب الرئيس ألغيا اجتماعا مع ممثلي مجلس الأمن في الخرطوم، وقالت: إن هذه فرصة ضائعة لتبادل وجهات النظر.