في حين بسط الإسلاميون أيديهم إلى كل طوائف المجتمع المصري سلمًا وسلامًا، ومن قبيل الحرص على مصرنا الحبيبة، فإن المتتبع للأحداث التي تلت عقيب الاستفتاء على التعديلات ليشهد اصطفافًا ضد الإسلاميين، بَلْهَ القيام بحملات تلو حملات بغية تشويه صورتهم، والحيلولة دون حقهم كمواطنين في التأثير في الحياة السياسية، والالتفاف على ذلك بغير وسيلة، يتولى كِبْرَها إعلام غير منصف، من خلال الزج بالإسلاميين في أحداث لم يكونوا يوما طرفًا فيها، وأثبتت ذلك بجلاء جهات التحقيق ، ورغم ذلك تستمر سلسلة التدليس المتعمدة، وبكل ضراوة، وكأن الإسلاميين ليسوا من أبناء هذا الوطن، ولا يتمتعون بحقوقهم كمواطنين فيه، فأين حقوق المواطنة للإسلاميين؟!! ولماذا يراد حرمانهم منها؟!! ومِنْ عَجَبٍ أنه لم يسلم من تلك الحملات " الإخوان المسلمين" ، ولن يسلموا!! فكيف بغيرهم؟!! والأنكى أنه سقط في تلك الأمور أولئك الذين " يُطنطنون "آذاننا بحقوق الإنسان، فأين هي حقوق الإسلاميين كمواطنين يا دعاة حقوق الإنسان ، ناهيك عن حقوق المواطنة؟!!! من هنا أصبح فرضًا شرعيًا، وواجبًا ضروريًا على جميع الإسلاميين أن يتحدوا- ولا أقل من توافق آني وفي كل ما يؤثر قراره على جميع الصف الإسلامي – تنفيذًا لأمر الله عز وجلّ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] { وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46]، خاصة وأن مكر الليل والنهار لن ينقطع في ضرب الإسلاميين بعضهم ببعض، وحتى لا يأتي اليوم الذي يقال فيه: "أُكِلتُ يوم أُكِلَ السلفيون" !! وقد أظهرت تلك الحملات الممنهجة مدى استخدام وسائل الإعلام المختلفة- مرئية أو مكتوبة- وفي المقابل لم تكن هناك استراتيجية للإسلاميين لمواجهة تلك الحملات إلا الدفاع الذي يُراد أن يحاصروا فيه دائما !! رغم كبير المجهود الذي يتم في هذا الصدد؛ مما يوجب على الإسلاميين وضع استراتيجية متكاملة في هذا الصدد، وأخذ زمام المبادرة في هذا الصدد، وتكثير الكوادر في هذا المضمار، وتفعيل دور القنوات الإسلامية حتى يكون لها قصب السبق في هذا المجال، وتدعيمها بكافة الطرق، وأن يتولى قيادتها القوي الأمين، وأن تُفرِدَ قسطا من برامجها ليتوجه خطابها لعموم المجتمع، لا المتدينين فحسب، وينطبق هذا ذاته على الصحف والمجلات. وإزاء تلك الحملات- أصبح مِنْ فرض الوقت ضبط النفس، وعدم الرضوخ للاستفزازات، التي يُراد للإسلاميين أن ينجروا لها، والتواصي بالصبر والتقوى، قال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [آل عمران: 120] وألا ينسى الإسلاميون في غمرة ذلك، دورهم الأساس في هداية الخلق بالحكمة والموعظة الحسنة.