منذ انطلاق العرس الكروي العالمي أمس الأول "الخميس" كان منتخب الفراعنة هو بحق الغائب الحاضر في هذا المونديال بالبرازيل..وبين شهد اللقاء مع هذا العرس الكروي واحتفال شعب عاشق لكرة القدم بعيد أعياد الساحرة المستديرة لم يتوقف الحديث والجدل والبحث عن أسباب الغياب الطويل للفراعنة عن بطولة كأس العالم. وفيما تتنوع تعليقات المصريين سواء في الشارع أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بشأن ظاهرة غياب منتخبهم الوطني عن المونديال منذ عام 1990 فإن للمراقب أن يلاحظ وجود قاسم مشترك بين هذه التعليقات على تنوعها وبين ما أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس "الجمعة" من رسائل ذات رمزية عالية في بداية ونهاية حدث رياضي جامع تمثل في ماراثون للدراجات امتد لنحو 19 كيلومترا بمشاركة نحو 2000 شخص من أطياف متعددة انطلقوا من الكلية الحربية الشهيرة "بمصنع الرجال". فأغلب تعليقات المواطنين بشأن علاج ظاهرة الغياب الطويل لمنتخبهم عن المونديال تؤكد على أهمية تحلي لاعبيهم بروح قتالية لا تعرف اليأس مهما كانت البدايات صعبة فضلا عن ضرورة توحيد الجهود لبلوغ الأهداف المحددة. ومؤكدا على ان "القوة الذاتية" للمصريين ستكون دافعهم نحو التقدم وتحقيق مستقبل أفضل ومتوعدا بردع كل من يفكر في المساس بمصر-قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في ماراثون الدراجات إن "البداية تكون صعبة لكنها تصبح سهلة عند بلوغ الأهداف المحددة" فيما دعا لتوحيد الجهود ونبذ الخلافات. وتعكس تعليقات الشارع المصري حالة من الارتياح والتقدير والفهم الواعي لرمزية الرسائل التي أطلقها السيسي في هذا الحدث الرياضي واهتمام قائد"الجمهورية الجديدة" بالرياضة ومقاصدها السامية. ورغم شعور بالأسى حيال الغياب الطويل لمنتخبهم الوطني عن أهم بطولة كروية في العالم فإن هناك حالة من التفاؤل العام بين المصريين بمستقبل بلادهم في كل المجالات بعد ثورة 30 يونيو 2013 المصححة لمسار ثورة يناير 2011 وانتخاب رئيس الجمهورية القائمة على مباديء وقيم هذه الثورة الشعبية. ويقول رمضان عبد الفتاح وهو موظف بإحدى شركات القطاع الخاص إن هناك حاجة لإعداد منتخب وطني من اللاعبين الشباب صغار السن والتخطيط الجاد والمبكر لضمان وصول الفراعنة للبطولة القادمة لكأس العالم. ويدعو رمضان عبد الفتاح وهو عاشق للساحرة المستديرة شأنه شأن ملايين المصريين لصقل لاعبي المنتخب من الشباب بالمهارات الفنية العالية وشحنهم بروح التعاون البناء استعدادا للمونديال القادم وتحقيق حلم المصريين في التنافس على كأس العالم لكرة القدم. وفريق مثل انجلترا التي ينسب لها اختراع كرة القدم بمعناها الحديث يشارك في المونديال بكوكبة من الشباب الذين سيتبارون صباح غد "الأحد" مع منتخب إيطاليا الشهير بالأزوري وهو فريق الدولة الأوروبية الأكثر فوزا بلقب بطل كأس العالم وبرصيد اربعة القاب. ولم يقدر للمنتخب الوطني المصري التنافس في هذا الحدث الكروي الأعظم سوى مرتين على مدى تاريخ المونديال الذي لايشارك فيه الآن بالبرازيل سوى منتخب دولة عربية واحدة هي الجزائر لتمثل كل العرب عام 2014 في عيد اعياد "الساحرة المستديرة". ورغم انشغال المصريين شأنهم شأن بقية شعوب العالم في متابعة مباريات كأس العالم بالبرازيل فان مباريات الدوري في مصر مستمرة وتقام اليوم "السبت" خمس مباريات ضمن مسيرة فرق المجموعة الثانية في هذا الدوري لتحدد الفريقين اللذين سيهبطان بصحبة فريق المنيا من تلك المجموعة . وفي مونديال 2010 أجمع أعضاء الجهاز الفنى لمنتخب الفراعنة بقيادة حسن شحاتة جنبا إلى جنب مع اللاعبين على الشعور بالأسى لغيابهم عن المشاركة فى العرس الكروى العالمى ومنح السعادة لمواطنيهم فى أرض الكنانة وامتد هذا الشعور النبيل الى المعلقين المصريين الذين نهضوا بمهمة التعليق التلفزيونى من جنوب أفريقيا على مباريات المونديال ومن بينهم بعض اللاعبين السابقين مثل حازم إمام. وسواء على مستوى الشارع المصرى أو الصحافة ووسائل الإعلام فى مصر بل وفى صحف غربية مرموقة -كانت الملاحظة الباعثة على التساؤل:"كيف لايشارك منتخب الفراعنة فى العرس الكروى العالمى وهو الذى نال لقب بطل افريقيا عن جدارة سبع مرات وفاز بهذا اللقب ثلاث مرات متوالية وهزم المنتخبات الأفريقية التى شاركت فى مونديال-2010"؟!. ورأت صحيفة مثل الجارديان البريطانية ان المونديال خسر بسبب غياب منتخب الفراعنة وان هذا الفريق يضم بالفعل باقة من افضل اللاعبين فى القارة السمراء وهو المنتخب الأقوى فى افريقيا فيما سعى كتاب ونقاد وصحفيون واعلاميون فى مصر للبحث عن السبيل لتجاوز ظاهرة الغياب عن العرس الكروى العالمى بعيدا عن جلد الذات والبكاء على اللبن المسكوب او الجور على الحقيقة معتبرين انه من الأهمية بمكان التركيز على الهدف وحيوية الايقاع وآملين شأنهم شأن كل المصريين فى حضور متألق لمنتخبهم الوطنى فىالعرس الكروي العالمي. وتقول الطالبة الجامعية حنان فوزي :ان هذا الجيل من اللاعبين المصريين كان جديرا بالمشاركة فى المونديال ولكن علينا الا نغرق فى الحزن لهذا الغياب ولابد من التركيز بجدية على تحقيق هدف الوجود فى المونديال القادم خاصة وان الفراعنة غائبين عن بطولة كأس العالم منذ مونديال- 1990 فى ايطاليا . ورغم آراء ترددت هنا وهناك حول وجود بطولات كروية أقوى فنيا من المونديال مثل البطولة الأوروبية- تبقى بطولة كأس العالم حسب جمهرة النقاد والمعلقين العالميين هى البطولة الكروية الوحيدة التى تعبر بصدق وشمول عن المشهد الكروى العالمى كله وتعد بمثابة "الترمومتر" الذى يقيس بأعلى درجة من الدقة درجة حرارة وحالة الساحرة المستديرة فى الكرة الأرضية كلها . وشأنهم شأن كل شعوب العالم-يتابع المصريون بشغف مباريات البطولة ال 20 لكأس العالم لكرة القدم منذ انطلاقها أمس الأول فيما بدأت تكهنات مبكرة حول اسم الفريق الذي سيكون من نصيبه الفوز باللقب في هذا المونديال . وبين البرازيل التي تستضيف العرس الكروي العالمي واسبانيا والمانيا وايطاليا تتوزع تكهنات المصريين بشأن بطل كأس العالم في مونديال 2014 ويتمنى عشاق الساحرة المستديرة في مصر النجاح والأداء المشرف للأشقاء الجزائريين في هذه البطولة العالمية كما تعكس تعليقاتهم كل التمنيات الطيبة للمنتخبات الأفريقية في المونديال . وتشارك منتخبات غانا ونيجيريا والكاميرون وساحل العاج في هذا المونديال فيما تعبر تعليقات واراء بعض المصريين عن فهم وادراك لحقيقة اصيلة فى عالم الساحرة المستديرة وهى انها لعبة لايمكن بأى حال من الأحوال توقع نتائجها بصورة صحيحة قبل انتهاء المباراة . وها هو أحمد شعبان الطالب الجامعي يقول إن لعبة كرة القدم مفتوحة الاحتمالات وتبعث على الأمل منوها بأن امله ان يرى منتخب الفراعنة فى مونديال 2018 وان ينافس هذا الفريق بقوة فى المونديال المقبل بل وان يطمح للفوز بكأس العالم ولايركن لمقولات محبطة حتى وان ادعت الواقعية مثل مقولة الاكتفاء بشرف المشاركة فى العرس الكروى العالمى. ويلفت هذا الشاب المصري إلى أن منتخبه الوطنى هو المنتخب الأفريقى الوحيد الذى فاز سبع مرات ببطولة كأس الأمم الأفريقية كما ان منتخب الفراعنة فاز ثلاث مرات متوالية بهذه البطولة معيدا للأذهان ان منتخب هولندا الذى وصل مرتين فى سنوات السبعينيات من القرن المنصرم للقاء النهائى للمونديال لم يقدر له الفوز ابدا بهذا اللقب العالمى. ومع ذلك فإن الهولنديين مازالوا يطلقون على هذا الجيل من اللاعبين لقب "الجيل الذهبى فى الكرة الهولندية" معبرين بذلك عن شعور بالتقدير والإعجاب بلاعبين موهوبين ومخلصين حتى وإن عاندتهم الظروف وشاءت الأقدار ألا يحققوا الحلم الكبير وهو الفوز بكأس العالم. وتعيد هذه الحالة الهولندية للأذهان اللقب الذى منحه المصريون لمنتخبهم الوطنى الذى كان يدربه حسن شحاتة حيث يوصف هذا الجيل من اللاعبين بأنه "الجيل الذهبى فى كرة القدم المصرية" والذي جمع مابين ملامح الكرة فى امريكا اللاتينية واوروبا وافريقيا. وباستثناء منتخب الفراعنة-لم يسبق ابدا ان تمكن اى منتخب وطنى فى اى قارة من الفوز بكأس البطولة القارية للمرة الثالثة على التوالى وللمرة السابعة فى تاريخه. وفيما يتمنى أسامة عبد المنعم المحاسب بإحدى الشركات فى القاهرة أن يحالف النجاح منتخب الفراعنة ويصعد لنهائيات مونديال- 2018فإنه يتمنى أن تحقق منتخبات القارة الأفريقية نتائج جيدة في المونديال الحالي وأن تواصل الكرة الأفريقية تألقها عالميا. كان منتخب غانا الملقب "بالنجوم السوداء" والذى صعد لدور الثمانية فى مونديال-2010 قد أثار إعجاب شعوب القارة السمراء بل إن بعض الدول الأفريقية مثل اثيوبيا سعت لاستلهام التجربة الغانية لتطوير منتخبها الوطنى لكرة القدم. ويبدو أن جيلا جديدا يستعد الآن للتألق على ملاعب أرض الكنانة ليتسلم الراية من جيل سابق اجتهد وقدم ما لديه....جيل صاعد يتحلى بالفعل الإبداعى ويبحث عن الحل المبدع..جيل يواصل السعى النبيل لصنع الزمن الجميل فى الوطن الجميل.. جيل يحمل رائحة تراب الوطن وعبق مصر الخالدة....فطوبى للقادمين..طوبى للصاعدين وهم ينطلقون من "بشارة الماراثون" ورمزية رسائله لتحقيق حلم المونديال ويرفعون علم مصر عاليا..عاليا.