تقدم الدكتور محمد سعد الكتاتني، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين" إلى لجنة شئون الأحزاب بأوراق تأسيس حزب "الحرية والعدالة" رسميًا الأربعاء، وذك بعد استيفاء الشروط اللازمة للحصول على الترخيص، وهو أبرز الثمار التي جنتها الجماعة التي فرض عليها حظر رسمي لنحو ستة عقود عقب الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. ووصف الكتاتني وكيل مؤسسي الحزب في مؤتمر صحفي بحضور عدد من قيادات "الإخوان"، تقدمه بالأوراق إلى اللجنة التي تتخذ من محكمة النقض مقرا لها، بأنها "لحظة تاريخية لنا أن نتقدم بأوراق حزب يحمل فكر جماعة الإخوان المسلمين رغم استقلاله التام ماليا وإداريا عن الجماعة". وأوضح أن عدد المؤسسين الذين حرروا توكيلات التأسيس وصل إلى 8821 من جميع محافظات مصر، بينهم 978 امرأة و93 قبطيا، في حين بلغ عدد الأعضاء المؤسسين من خارج الجماعة 25% من إجمالي هيئة المؤسسين، كاشفا أن عددا كبيرا من المصريين بالخارج انضموا لهيئة المؤسسين بعد أن قاموا بتوثيق التوكيلات في السفارات والقنصليات المصرية. وأشاد بلجنة شئون الأحزاب التي قال إنها كانت متعاونة للغاية وتسهل الإجراءات لتأسيس الأحزاب على عكس ما كان يحدث في عهد النظام البائد، مشيرا إلى أن الأوراق المقدمة شملت الحزب والنظام الأساسي له وأسماء هيئة المؤسسين, وأنه سيتم بعد شهر من الآن البدء في اختيار أعضاء المكتب السياسي وتأسيس وإنشاء الهياكل الحزبية في جميع المحافظات وتجهيز المقرات. وأشار الكتاتني إلى أن عددا كبيرا طلب الانضمام لهيئة المؤسسين، "إلا أننا قررنا الاكتفاء بهذا العدد توفيرا للنفقات"، لافتا إلى أن هناك قائمة طويلة من المواطنين الراغبين في الانضمام للحزب، وأنه سيتم فتح الباب لجميع المواطنين بدون استثناء بمن فيهم الأخوة الأقباط بعد شهر وعقب الانتهاء من إجراءات إشهار وتأسيس الحزب. وشدد على أنه ليس هناك أي تمييز في قبول الأعضاء ولن يتم إقصاء أحد حيث أننا جميعا شركاء في الوطن، كما أننا ليس لدينا أية حساسية أن يتولى الأقباط مناصب قيادية في حزب "الحرية والعدالة"، أو مناصب عليا في الدولة بدليل اختيار المفكر القبطي الدكتور رفيق حبيب نائبا لرئيس الحزب، مرجعا اختياره لكونه قيمة فكرية وعلمية, كما أنه قيمة ستضيف للحزب. ورفض وصف الحزب بأنه "حزب ديني أو طائفي"، واصفا إياه بأنه "حزب مدني بمرجعية إسلامية وفقا للمادة الثانية من الدستور التي تؤكد أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع"، مهاجما ضد الذين يشنون حملات لتخويف الناس من التيار الإسلامي ومن "الإخوان المسلمين"، وطالبهم أن يتعاملوا بروح ثورة 25 يناير التي سادت مصر وغيرت الكثير من نواحي الحياة. وكشف أنه من المحتمل أن يقوم المرشد العام للإخوان الدكتور محمد بديع بتوجيه دعوة للأحزاب والقوى السياسية لعقد الجلسة الثالثة من "الحوار من أجل مصر" بعد غد السبت أثناء الاحتفال الكبير الذي ستقيمه الجماعة بمناسبة افتتاح المركز العام للإخوان، بعد الانتهاء من تأسيسه بالمقطم، وذكر أن الجماعة وجهت الدعوة للشخصيات العامة والسياسية في مصر ومن البلاد الأخرى لحضور حفل الافتتاح. وأكد في النهاية رفض "الإخوان" المطلق والقاطع لأي توجه يهدف إصدار قرار بالعفو عن الرئيس المخلوع وأسرته. من جانبه، قال أحمد أبو بركة، مسئول لجنة التأسيس بالحزب، إن لجنة شئون الأحزاب قبلت بشكل نهائي طلب تأسيس الحزب، بعد أن أثنت على الأوراق ووصفتها بالشمولية والتنظيم، دون أن تبدي أي اعتراض علي أي من البنود. وأضاف أن الطلب المقدم تتضمن اللائحة الأساسية للحزب والنظام الأساسي الخاص به وقواعد العضوية وكيفية الانضمام للحزب، والهيكل التنظيمي للحزب، وتفاصيل المؤتمر العام، وتشكيل الأمانة العامة وأمانات المحافظات والمدن والمراكز والقرى والمشايخ ومسئوليات رئيس الحزب. وأشار إلى أن اللائحة المالية للحزب التي تقدم بها تنص على طرق تمويل الحزب والتي تعتمد علي رسوم العضوية البالغة 200 جنيه لكل عضو منضم ورسوم الاشتراك والبالغة 150 جنيها سنويًا حيث تبلغ الحصيلة الكلية وفقا لذلك 3.5 مليون جنيه. وقال إنه من المتوقع أن تشكل هذه الرسوم الموارد الرئيسية للحزب، إذ أن عضوية الحزب كبيرة وتكفي لتغطية أنشطته، وميزانية الحزب في زيادة مستمرة، مع توقعه بأن يصل عدد أعضاء الحزب خلال أسابيع إلى 100 ألف عضو بمجرد فتح مقرات الحزب بالمحافظات والمدن والمراكز والقرى والمشايخ، بحسب توقعاته. وأعلن أبو بركة أن الخطوة الأولى التي سيتخذها الحزب هي البدء في تشكيل لجان المحافظات والمراكز والأحياء، وخلال أسبوعين سيكون هناك مقر للحزب في كل مركز ومدينة وقرية، حيث سيبدأ الترويج لأنشطته وأفكاره ومبادئه وبرامجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعقد ندوات ومؤتمرات بكافة أنحاء مصر. وأكد أن قضية بناء الدولة والنظام السياسي للبلاد والدستور خلال المرحلة المقبلة ستستحوذ علي جل اهتمام قيادات الحزب، بالإضافة إلي قيامه بعرض برامجه عن النظام الاقتصادي الواجب تنفيذه لإنقاذ البلاد خلال المرحلة الحالية، فضلاً عن البرامج الأخرى المتعلقة بالتعليم والبرامج التنموية والمشروعات القومية. ووجه أبو بركة الدعوة لكافة الأحزاب والقوى السياسية للتنسيق مع حزب "الحرية والعدالة" في انتخابات مجلس الشعب المقررة في سبتمبر القادم، على أن يتم إجراء الانتخابات وفق قائمة انتخابية وطنية، موضحًا أن الحزب سيتقدم ب 220 مرشحًا خلال تلك الانتخابات.