تساءلت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء عن مدى تأثير مذكرة الاعتقال لعدد من المسؤولين الليبيين، ومن بينهم العقيد معمر القذافي، وهل ستسفر هذه الخطوة عن شيء جديد فيما يتعلق بإنهاء الأزمة الليبية؟ وأشارت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني بشبكة الانترنت إلى أن القوات الجوية المشاركة في الحرب ضد نظام القذافي شنت حتى الآن نحو الفي غارة جوية ولكنها لم تسفر عن نجاحات تذكر. ونقلت "الجارديان" عن قائد الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشارد مطالبته بتوسيع مجال ضربات حلف شمال الأطلنطي العسكرية -لتشمل النظام- بعد أن كان الجميع يتسابق في وقت سابق للإعلان عن أن الهجمات ليست هدفها الزعيم الليبي أو النظام بعينه. وأوضحت الصحيفة أن الموقف في الوقت الراهن بدأ يتحول إلى النقد بدلا من التشجيع الذي لاقته الحملة العسكرية على ليبيا في بادئ الأمر، كما هو الحال فيما يتعلق بالبصرة في العراق وهلمند في أفغانستان. ومضت الصحيفة تقول إن تضييق الخناق بدأ يأخذ بعدا آخر بعد أن أعلن لويس مورينو أوكامبو مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية أنه طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ونجله سيف الإسلام وصهره ورئيس جهاز الاستخبارات عبد الله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. واعتبرت "الجارديان" أن هذه الخطوة ستعتبر بداية حل المشكلة الليبية، ومن الممكن أن تكون خطوة فارقة من قبل اوكامبو الذي أعلن انه مستمر في التحقيق في جرائم الحرب الذي ارتكبها المسئولون الليبيون، حيث يعتقد أنها ستدفع العديد من هؤلاء المسؤولين الموالين للقذافي إلى التفكير طويلا قبل الإقدام على ارتكاب جرائم أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن الحل الأمثل للقضية الليبية هو وقف إطلاق النار، حتى تستطيع كل الأطراف الوصول إلى حل يتوافق مع الأزمة. وقالت الجارديان انه لا وجود للقذافي في ظل نظام ديمقراطي جديد، مؤكدة وجوب رحيله حتى تبدأ المفاوضات، وهو الأمر الذي سيعرقل الطريق أمام كل اتفاق. وأوضحت أن الأصوات المطالبة بمغادرة القذافي للبلاد لكي يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية، لا تعد سوى دعوة لمزيد من التصعيد العسكري، وهو ما يعني وقوع المزيد من الضحايا المدنيين.