عندما تتحدث مع من يكبرك فى السن عن ما حدث فى مصر فى الفترة الأخيرة تكتشف عدة أمور تفتح لك مجالا لكتابة آلاف المواضيع أولها وأبرزها تفاوت الفكر والنظر للمستقبل فهو ينظر للمستقبل على انه يتمثل فى توفير حياة مستقرة ولقمة عيش لأبنائه يوميا ولا ينظر للحرية كيف تكون وكيف تكتسب ؟ أما الشاب فلا يحمل المسئوليات على عاتقه وربما يجد من يصرف عليه فى ويوفر له كل ما يريد فى مرة كنت عائد من الجامعة إلى بيتى فناقشت رجلا كبيرا فى السن فقال لى نظرة كلنا منا مختلفة إنى أبحث عما يعدنى بمرتب أفصل وفرصة عمل افضل حتى أستطيع أن أصرف على أولادى الذين هم من نفس عمركم ليصبحوا مثلكم أما أنتم فى ريعان شبابكم تبحثون عن حرية بمنظوركم أنتم ولا تنظروا لجوانب اخرى هى أساس الحرية فأين تكون الحرية وأنت لا تملك قوت يومك ؟ أين تكون الحرية ولا تستطيع أن تصرف على اولادك لتعلمهم او تعالجهم أو تشترى لهم ما يتمنوه ؟ أين تكون الحرية عندما لا تستطيع ان تحقق لهم المساواة مع أبسط زملائهم فى الأكل والملبس وغيره ؟ اقتنعت بكلامه بشده وأدركت فعلا أن نظرة كلا منا مختلفة تماما وان هناك فرق شاسع فى التفكير ربما سنصل لنفس هذا المستوى عندما نبلغ أعمارهم ويأتى أولادنا ويهاجمونا كما كنا نهاجم آبائنا وامهاتنا لكن بعد فترة من التفكير راودتنى نفسى بعدة أسئلة لم تاتينى عندما كان جالسا بجانبى فنسيت ان أسأله هل هو الآن يشعر بالراحة فى ظل ما يحدث وهو يعرف كيف ستنتهى الأمور . أم انه فقد الأمل فى الإصلاح ولم يعد مهتم فاتجه لتجاهل كل ما يحدث حوله ؟ ونسيت ان أسأله هل من يردد ذلك عندما كان شابا ايضا لم يكن يطمح ليحقق احلامنا ال نريد تحقيقها الآن ؟ فإن فشلتم انتم فى تحقيقها فادعمونا لعل لله يوفقنا فى ذلك ولا تكون عبء علينا ننظر إليه دائما هل لو اتى مستعمر الآن واحتل هذه البلد هل ستدافعون انتم عنها ام شبابها ؟؟ لماذا كل مفهومكم يتلخص فى لقمة العيش ؟؟ هل الآن ستحققوا الرجاء الذى طمحتم به طوال عمركم ؟؟ كثيرة هى الاستفسارات التى تراودنى الآن بعد أن انتهى الحوار وربما جاءت لى الفرصة لأقدمها امامكم اليوم لننظر لها من كافة وجهات النظر المختلفة ولعلنا نضع حدا لتفكيرنا وانطباعنا عنهم وهم كذلك وربما يساعد ذلك على مزيد من التواصل وليس للتجاهل كما هو موجود الآن كتبت هذا المقال وكلى ثقة أن تغيير الفكر وزيادة التواصل بيننا أمر فى غاية الصعوبة الآن فكيف تقنع رجلا عجوزا يكبرك فى عشرات السنين ان يتعلم منك ومن تفكيرك ؟ لكنه ربما يكون خطوة توضع فى طريق التواصل بيننا ولعلها تفيد ولو بالقليل