يوم 19 يوليو 2012، أرسل الرئيس المعزول محمد مرسي إلى تل أبيب خطاب اعتماد السفير المصري الجديد في إسرائيل عاطف سالم. قامت الدنيا آنذاك ولم تقعد.. وتعرض مرسي لحملة قاسية، وحاول الحلف المناوئ له، تقديمه في صورة "الصديق" للكيان الصهيوني!! وأكثر ما سُلط عليه الضوء هو الاستهلال الذي بدأ به مرسي خطابه إلى الرئيس الإسرائيلي "شيمون بيريز" بقوله " عزيزي وصديقي العظيم".. وظهر في الخطاب توقيع وإمضاء مرسي، وتوقيع وإمضاء وزير الخارجية محمد عمرو كامل، وأيضاً توقيع رئيس ديوان رئاسة الجمهورية. واحتوى النص على رغبة مرسي في تطوير علاقات المحبة التي تربط البلدين، وتعهد أن يبذل السفير الجديد صادق جهده، طالباً من بيريز أن يشمله بعطفه وحسن تقديره، وختم الخطاب ب"صديقكم الوفي محمد مرسي". وعبثا تحاول اقناع "الثائرين" على مرسي، بأنه اجراء روتيني وعادي.. ونشرت في حينها الأهرام تعقيبا من السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية السابق، وقوله: "إن الصيغة التي كتب بها الخطاب ليست خاصة بإسرائيل، وإن صيغة كتابة مثل هذه الخطابات موحدة، ولا تتغير بتغير المسؤولين أو الإدارة أو المكان الذي يتم توجيه الخطاب إليه".. وأضاف خلاف: أن خطابات الاعتماد التي ترسل مع السفراء إلى الدول تحمل اسم الرئيس، فضلاً عن توقيع وإمضاء وزير الخارجية، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن الخطاب لا يتم اعتماده عند الدولة الأخرى إلا بتوقيع رئيس الجمهورية" يوم 6/5/2014.. اتصل الرئيس الإسرائيلي بيريز.. ورئيس وزرائه نتنياهو بالرئيس عبد الفتاح السيسي وقدما له التهنئة على فوزه بالانتخابات.. وقال مكتب بيريز في بيان: "شكر الرئيس السيسي الرئيس بيريز على كلماته الدافئة" وذلك في ختام الاتصال بينهما. قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان: "رئيس الوزراء نتنياهو تحدث للرئيس المصري المنتخب عن الأهمية الإستراتيجية للعلاقات بين البلدين وعن الحفاظ على اتفاق السلام بينهما" المفارقة هنا تتمثل في نقطتين: الأولى أن أيا من نتنياهو وبيريز لم يتحدث إلى الرئيس المصري السابق محمد مرسي طوال العام الذي حكم فيه مصر قبل أن يعزله الجيش في 3 يوليو 2013.. فيما بادرا بتهنئة السيسي تليفونيا والثانية: أنه في حين تعمدت القوى المدنية "بهدلة" مرسي على خطابه "الروتيني" للرئيس الإسرائيلي.. بلعت ذات القوى لسانها ولم تعقب على الاتصال الودود والدافئ بين السيسي والقادة الإسرائليين!! والحال أن مرسي لم يكن "صديقا" لبيريز ونتينياهو.. ولا السيسي كان "حبيبا" لهما.. وإنما تصرف كل منهما من موقعه الجديد بوصفه رئيس دولة مسؤولة وعلى علاقة دبلوماسية مع تل بيب وبينهما معاهدة تحت وصاية وحماية المجتمع الدولي. غير أنه المثل الشعبي القائل: عدوك يتمنالك الغلط.. وحبيبك يبلعلك الزلط! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.