شعرت ولابد أن كثيرين في الشعب المصري شعروا بالراحة وشيء من الطمأنينة عقب بيان المجلس العسكري على صفحته بالفيسبوك والذي حذر فيه من نفاد الصبر، مؤكدا تعرض الوطن لمؤامرات داخلية وخارجية بدأت بالوقيعة بين الجيش والشعب، والوقيعة الداخلية في القوات المسلحة نفسها، و نشر أعمال البلطجة بكافة أشكالها، وقطع الطرق الرئيسية والفرعية وترويع أمن المواطنين، والهجوم المتسلسل على أقسام الشرطة في كافة أنحاء الجمهورية لتهريب الخارجين عن القانون، وبغرض انهاك قوى الشرطة، وأخيرا الترويج للشائعات لإحداث فتنة طائفية. وفي النهاية يحذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة هذه الفئات الضالة من نفاد صبره وأنه لن يتوان عن استخدام امكانياته وقدراته في مواجهتها. ما دام المجلس قد استقر بما لديه من معلومات أنها مؤامرات داخلية وخارجية، فإن نفاد الصبر ضرورة وطنية حتى ترتدع تلك الفئات وتتوقف، فلن تردعهم سوى اجراءات قوية وفورية، دون انتظار لخسائر أكبر قد لا نعوضها بسهولة. يقيني أن المؤامرة الداخلية ليست من فلول النظام السابق الذي دخل كله السجن واكتمل أمس بزوجة مبارك. المؤامرة يصنعها ويقودها هؤلاء الرافضون لنتيجة الاستفتاء الذي وافقت فيه الأغلبية على خطة نقل الحكم بدءا من انتخابات برلمانية ثم رئاسية ووضع دستور جديد. وقد رأينا ذلك الالتفاف مرات عديدة آخرها توصية لجنة الحوار الوطني برئاسة الدكتور عبدالعزيز حجازي والتي رفعها إلى المجلس العسكري والحكومة بتأجيل الانتخابات حتى يستقر الوضع الأمني. اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وتسليم الحكم لإدارة مدنية منتخبة من برلمان وحكومة ورئيس للدولة سينهي فترة السيولة الحالية، وينقلنا إلى الاستقرار والديمقراطية التي يخشاها البعض ويتآمر ضدها، فالرئيس والحكومة المنتخبة سيتمتعان بقوة سياسية وشعبية، وسيكرسان المؤسسات والقانون، وأي طريق نحو ذلك لا تريده الخفافيش وتعمل بكل قوة على تعثره. الحمد لله أن المجلس العسكري أكد انتباهه لذلك ، واللواء ممدوح شاهين قال في تصريحات إعلامية أن الانتخابات ستجري في موعدها. إلا أن الفئات المتآمرة لن تتوقف ولن يوقفها سوى نفاد الصبر من القوات المسلحة والتعامل معها بعنف وشدة. حماية الوطن واستقراره ووحدته يستحق ذلك، والتأخير والتحذير سيكونا غير ذي جدوى إذا لم يواجه برد فعل صارم وحازم وسريع. [email protected]