دعا رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى القبول بمطالب شعبه في السلام والديمقراطية وإلى اتخاذ إجراءات فورية، مؤكدا أن بلاده قلقة إزاء الأوضاع في سوريا، وخاصة مع بدء تدفق لاجئين سوريين إلى الحدود التركية هربا من الأوضاع الأمنية المتدهورة. وقال أردوغان في مقابلة مع قناة (سي بي أس) إنه لا يمكن للأسد أن يرفض مطالب شعبه الضرورية بالحرية والديمقراطية، وإن عليه اتخاذ إجراءات ديمقراطية فورية. وأضاف أن زخم الديمقراطية في الشرق الأوسط لا يمكن الرجوع عنه، معتبرا أن الممارسات غير الديمقراطية لما وصفها بالأنظمة الاستبدادية تسببت بثورة الشعوب العربية. وكشف أردوغان أن حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه عرض تدريب حكومة الأسد على العمل الديمقراطي قبل بدء المظاهرات في سوريا، وأضاف أنه قال له أرسلوا لنا طواقمكم، يمكننا أن ندربهم ونريهم حزبنا، وتعليمهم كيف ينظم حزب سياسي وكيفية إنشاء العلاقات مع الشعب. وأكد رئيس الحكومة التركية أن ذلك العرض لم يلب، معربا عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع في سوريا. غير أن أردوغان جدد ثقته في الرئيس السوري ووصفه بالصديق الجيد، وأنهما أجريا أحاديث طويلة حول تغيير النظام الانتخابي والسماح بتشكيل أحزاب سياسية والإفراج عن المعتقلين السياسيين. وقال أيضا في نفس المقابلة إنه يؤمن بأن بشار الأسد سيتخذ الخطوات اللازمة، وأشار إلى أنه خلال كل زياراته لسوريا لمس حب الناس لرئيسهم، مشددا على أن القرار النهائي يعود للشعب السوري. ومن جهة أخرى، قال رئيس الوزراء التركي إن بلاده تعتبر الوضع في سوريا وكأنه يكاد يكون مثل مسألة داخلية تركية بسبب الحدود الطويلة بينها التي تمتد مسافة 800 كلم والعلاقات الوثيقة بين الدولتين. انتقاد وتأتي تصريحات المسؤول التركي في الوقت الذي شنت صحف سورية في عددها الصادر الخميس هجوما على موقف أنقرة من الحركة الاحتجاجية في سوريا، معتبرة أن ردود فعلها كانت "متسرعة وارتجالية". وكتبت صحيفة الوطن المقربة من النظام أنه منذ أن بدأت الأحداث الراهنة في سوريا منذ أكثر من شهر، بدا الأداء الرسمي التركي "متسرعا وعلى قدر من الارتجال". واعتبرت الصحيفة أن الأحداث في سوريا تشكل امتحانا مصيريا للنموذج التركي. يُذكر أن إسطنبول استضافت يوميْ 26 و27 أبريل/ نيسان الماضي اجتماعا سمي "لقاء إسطنبول من أجل سوريا" الذي نظمه "منبر إسطنبول للحوار السياسي" والتقى فيه حقوقيون وممثلون عن المعارضة السورية.