اعترف قائد لأحد السرايا العسكرية التابعة لسلاح المدرعات الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973 ببطولات الجنود المصريين، مشيرًا إلى قيامهم بتسلق الدبابات وإلقاء القنابل من فتحات المواسير الخاصة بها خلال الحرب التي سجلت أول انتصار عسكري لمصر في تاريخ الحروب المشتركة بين مصر وإسرائيل. ومن شأن تلك الشهادة أن ترد بقوة على الأصوات التي تصدر من وقت لآخر مشككة في انتصار مصر في حرب أكتوبر، ومسح آثار الهزيمة المخزية التي مني بها الجيش المصري في حرب يونيو 1967، خاصة وأنها جاءت على لسان أحد الأفراد الذين شاركوا فيها ورصدوا من قلب المعركة بطولات الجنود المصريين. ويروي ياكي فيدمني، الذي أصيب في تلك الحرب مرتين، مما جعله يقرر إنهاء علاقته بالحياة العسكرية، قائلا: "الليلة الأولى لي في حرب يوم الغفران (التسمية الإسرائيلية لحرب أكتوبر) تلقيت تعليمات من قيادة أحد الفصائل تجاه قناة السويس للانضمام إلى قواتنا هناك، والتي كانت متواجدة في قاعدة ميلانو بمنطقة القنطرة شمال القناة". وأضاف - وفق ما نقلت صحيفة إسرائيلية الثلاثاء- "كانت ليلة حالكة الظلام، وتحت دوي من القصف الكثيف، المصريون قاموا بإطلاق النيران علينا من أبعاد ومسافات مختلفة وتسلقوا الدبابات لإلقاء القنابل من خلال فتحات مواسير الدبابات، لقد كانت حربنا معهم غاية في الصعوبة والتعقيد". وتابع: "إصابتي الأولى في الحرب تسبب فيها أحد الجنود المصريون الذي نجح في تسلق إحدى الدبابات العسكرية وقام بإلقاء القنابل علينا، القنابل انفجرت في غرفة القائد وانتشرت شظاياها في المكان، لقد قمت بتنفيذ مهمتي، فقدت الكثير من الجنود والذين إما قتلوا أو وقعوا في أسر المصريين". ويتذكر أنه "في ذلك اليوم فقدت صديقي المقرب إيريز بنياميني، الذي قتله المصريون على بعد مئات الأمتار مني". وخرج القائد الإسرائيلي من الحرب ليؤكد أنه تعلم درسًا وهو عدم الاستهانة بقوة المصريين والتضخيم من قدرات الإسرائيليين، مضيفًا: "الحرب مع المصريين علمت إسرائيل قاعدة هامة، أنه من المحظور دائما الاستهانة بقوة العدو والتضخيم من قدراتك".