شنّت طائرات الحلف الأطلسي سلسلة ضربات على طرابلس فجر الثلاثاء بعد ساعات على سقوط صاروخين بالقُرْب من مركز دراسات الكتاب الأخضر في وسط العاصمة الليبية. وقالت وكالة رويترز: إنّ أصوات خمسة انفجارات ناتجة فيما يبدو عن ضربات للناتو سُمِعَت في وقتٍ مبكرٍ من اليوم الثلاثاء، وأفادت بأنّ القصف استهدف مجمعًا للعقيد معمر القذافي. ودوّت أربع انفجارات في العاصمة الليبية بعد منتصف الليل أعقبها انفجاران أسفرا عن اهتزاز نوافذ الفندق الذي ينزل فيه الصحفيون. وسمعت أبواق سيارات الإسعاف في طرابلس ليلاً وكذلك أصوات عيارات نارية متقطعة من بنادق رشاشة ومن أسلحة ثقيلة. ومن ناحيته، ذكر التلفزيون الليبي الرسمي أنّ العاصمة الليبية طرابلس "تتعرض الآن لقصف استعماري صليبي". وكان صاروخان قد سقطا قبل ذلك على مجمع إداري يضمّ مركز دراسات الكتاب الأخضر في وسط مدينة طرابلس، حسب ما أفاد شاهد عيان لوكالة الصحافة الفرنسية. في هذه الأثناء، قال متحدث باسم الثوار: إنّ اشتباكات عنيفة تدور حاليًا بين كتائب القذافي والثوار قرب مطار مدينة مصراتة التي يُسَيْطر عليها الثوار في غرب ليبيا، كما شنّ حلف شمال الأطلسي غارات شرق المدينة. وكانت كتائب القذافي واصلت قصفها العنيف لمصراتة. وتركز القصف- الذي استخدمت فيه الكتائب الدبابات وصواريخ جراد- على الأحياء السكنية بالمدينة كردّ فعل على ما تكبدته من خسائر على أيدي الثوار في المعارك الأخيرة بين الطرفين. وأسفر القصف عن تدمير العديد من منازل سكان المدينة، وطال إحدى المدارس وسط مصراتة. كما خلّف القصف العديد من الصواريخ والقذائف التي لم تَنْفَجِر، وبات وجودها يشكّل خطرًا داهمًا على حياة المدنيين. وكانت طائرات حلف شمال الأطلسي قد قصفت أمس الاثنين مخازن أسلحة تابعة للحكومة على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب شرقي الزنتان وهي بلدة في منطقة الجبل الغربي حيث تتصاعد وتيرة الصراع. وقال متحدث باسم قوات المعارضة في الزنتان ذكَر أن اسمه عبد الرحمن في رسالة بالبريد الإلكتروني: "الموقع يضمّ 72 مخزنًا من الخرسانة القوية. لا نعرف عدد (المخازن) التي دُمّرت. لكن في كل مرة كانت تقصف فيها الطائرات كنا نسمع دوي انفجارات عديدة." وقال: إنّ الطائرات قصفت أيضًا أهدافًا حول طمينة وشنطين شرقي مصراتة حيث ما زال الثوار المحاصرون يتشبثون بوجودهم في آخر مدينة يسيطرون عليها في غرب ليبيا.