أشفق كثيرا على أصحاب الصوت الصاخب في المشهد السياسي والإعلامي.. تارة يقولون علمانيون وأخرى ليبراليون وثالثة نخبة ورابعة المجتمع المدني، احتاروا "وأسعدونا" برؤية حيرتهم وتقلباتهم ومتابعة الإنزعاج في أعينهم وضجيجهم العالي والتي تعبر عن "جزعهم" لإكتشافهم لأحجامهم الحقيقية في مصر ولوجودهم الهامشي في الواقع رغم "تصدرهم" للفضائيات .. وأضحك من كل قلبي عندما أتذكر قول عصام سلطان عنهم لمذيعة أون تي في الحانقة دائما: عددهم 25 وأعرفهم بالاسم وهم يتنقلون عبر الفضائيات.. واستدعى سعادتي "بغربتهم" في ميدان التحرير حيث شاهدت بنفسي -عند ذهابهم السريع- للحديث للفضائيات "ذهولهم" وسط أمواج البشر وقد وصلتهم الرسالة أنذاك بإنعدام تأثيرهم الحقيقي، لذا "ضاعفوا" من حملاتهم عبر الفضائيات والصحف الحكومية والمملوكة لرجال الأعمال.. وهما وجهان لعملة واحدة، إخضاع الشعب لعمليات غسيل متواصلة للمخ لتشوية إنتمائه لهويته الإسلامية والعربية، ويتم غسيل المخ المنظم بكل من التهويل والتهوين.. يبالغون ويهولون من أي " ما يرونه" خطا إسلاميا ويشحذون كل قواهم ويعلنون حالة الإستنفار القصوى لشحن "الشعب" المصري لمواجهة "الخطر" الإسلامي القادم وكأن المصريين ليسوا مسلمين.. ولأن المتعصب أعور يرى بعين واحدة لذا لا يرون إلا "بشاعة" مظاهرات السلفيين السلمية للمطالبة بظهور كاميليا واخواتها، يهونون "ويتعامون" عن القضايا التي تم رفعها ضد الكنيسة وتجاهلتها الأخيرة وعدم احترامها للقضاء.. وهو ما يجب أن يثور له كل علماني ونخبوي وليبرالي"أصيل" إلا إذا كانت العلمانية موجهة فقط لكل ما هو إسلامي فراعي العلمانية بمصر ساويرس الذي يحب وصف نفسه بالعلماني، ويردد:الدين يجب ألا يخرج عن العبادة في الكنيسة والمسجد، لم يتردد وقام بسب الدين في لقاء مع العلمانية الكبيرة لميس الحديدي وقال "أنا باخد حقي واللي يتعرض لي بطلع دينه"، ويمنح طائرته الخاصة للبابا شنودة ليذهب للعلاج، ويتحدث عن السياسة بالكنيسة كما يتضح في فيديوهات له على موقع اليوتيوب، ويبدي رأيه في المادة الثانية بالدستور بالرفض أولا ثم بالقبول المشروط.. والمسيء إنضمام بعض رجالات الأزهر لترديد كلام العلمانيين،فالدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف أبدى إستيائه من خروج السلفيين من السجون ثم استدرك وهذا حقهم وواصل تنديده بهم وشاهدت أستاذا بالأزهر يهاجم حسام البخاري المتحدث باسم لإئتلاف دعم المسلمين الجدد ويسأله بإبتسامة "ساخره": نظمتم 17 مظاهرة من أجل كاميليا ولم تنظموا مظاهرة للمجاعة التي ستقدم عليها مصر، ولا مظاهرة للمياه!!.. فرد: لم نسمع عن تيار في مصر نظم مظاهرة للمجاعة.. ومن المخزي كلما تكلم أحد المسلمين ليتكلم عن ظلم يتعرضون له "صرخ" العلمانيون فوق منابرهم الصاخبة ليهللوا مصر ستقدم على مجاعة، وهذا كذب فاضح، فبعد أشهر من "خلع" كبيرهم بدأ الاهتمام بزراعة القمح وصرح مسئول أنه سترتفع نسبة انتاجية القمح بنسبة 33% خلال هذا العام.. ومن المزري التعامل معنا بعقلية القطعان التي يجب أن تترك دينها ومستقبلها لتوفير الطعام.. وصدق القائل: كل إناء ينضح بما فيه.. فإذا كانوا على استعداد للتخلي عن مبادئهم من أجل الطعام والشراب فغالبية الشعب تخالفهم الرأي.. يرى العلماني الأعور صاحب العين الحمراء في إعتصامات قنا إهانة للحكومة ولهيبة الدولة ويحرضها على العين الحمراء وقال أخر لشرف: اشخط فينا، فهو يرانا شعب "يخاف وما يختشيش". ولم نسمع لهم صوتا عندما قام "الإخوة" الاقباط بإهانة الدولة والتطاول على المجلس العسكري على الهواء بإصرارهم عند هدم كنيسة صول وتعهد المجلس العسكري ببنائها في نفس المكان وتجاهل أنها لم تكن بالإساس كنيسة بل دار للمناسبات تم تحويلها لكنيسة في تحدي لقرارات الدولة وهو ما تكرر في أماكن كثيرة.. قام المدعو مايكل منير بمطالبة المجلس العسكري على الهواء وأمام الملايين بقرار مكتوب وأصر ب"....." غير مسبوقة على ذلك، وبعد حصولهم على مطلبهم واصلوا الإعتصام أمام ماسبيرو وقطعوا الطريق بمنشية ناصر واعتدوا واحرقوا ممتلكات ولم نسمع صوتا للعلمانيين عندئذ.. لم تصدر الكنيسة حتى الآن إدانة لمقتل سلوى وأسرتها، بينما استقبل شيخ الازهر ديمتري وأمر بعلاج أذنه على نفقة الأزهر "تعويضا" لهم.. وأتساءل:هل توجد مؤسسة دينية في الكون "تستولي" على أراض للدولة، وهو ما فعلته الكنيسة المصرية بعد الثورة حيث "ضمت" أجزاء من أرض الدولة وقامت بالبناء، و"استنكرت" عنف الجيش لإزالته العدوان.. صرح د عماد جاد المسيحي ورئيس أحد قنوات ساويرس أن مصر هانت على النخبة فتهاوت كرامة الوطن وتم بيعه محليا ودوليا في عهد المخلوع ونتفق معه ونطالب "برحيل"نخبة المخلوع.. ونرفض صراخ جورج نسيم في نفس القناة ورفضه إيقاف تصدير الغاز لاسرائيل حتى لا تأتي أموال من السعودية لتمويل صناعة الغاز لمصر دعما "للجماعة" .. ولن نقبل بالمزيد من بذاءات نجيب جبرائيل محامي الكنيسة في لقاءاته التليفزيونية فتارة يهدد بأن الأقباط لن يسكتوا عن أي تظاهر للمطالبة بكاميليا وأخرى يصرخ ما تموتونا ويهلل لإهانة البابا من المتظاهرين ويتعامى عن الشتائم التي تلقاها شيخ الأزهر والمفتي عندما ذهبا للكاتدرائية لمواساة المسيحيين!! ويبدو أن كل من الإعلام المصري والكنيسة المصرية لم يفهما بعد حقيقة إنتهاء نظام المخلوع الذي استهان وحرض على كل ما هو إسلامي، فاسلوبهم مرفوض ولا توجد "بطحة"على رؤوسنا لنتجاهله وعليهم "تعلم" إحترام المسلمين وإلا فليتحملوا عواقب ما يفعلونه.. فلم أعرف حتى الآن بمرض الصمم والعمى "الإختياري" فهم لا يسمعون أي وجع لمسلم في مصر، وإذا كان صارخا واستدعي تعاطفا مشروعا، بخلوا به وصرخوا: هذا ليس بالوقت المناسب وعليهم ترك أوجاعهم وتقديم "حلول" للمشاكل السياسية والاقتصادية فمصر "تغرق" ولابد من التفرغ لإنقاذها.. ولا أرى باعتباري من القلة المندسة وصاحبة أجندات أي تعارض في ظهور كامليا وأخواتها تطبيقا لمبدأ احترام المرأة ولم نشاهد الصارخات المتشنجات المطالبات بحقوق المرأة فقد ابتلعت القطة ألسنتهن ولم تنطق إلا احداهن باتهام من يريدون تعديل قانون"الهانم"سوزان مبارك لرؤية الأب المطلق لطفله واتهمتهم بأنهم بلطجية!! ولم نر العلمانيون المطنطنون بحقوق المرأة "ينتفضون"للدفاع عن كاميليا واخواتها ولا عن حق المواطنة الذي صدعوا رؤوسنا به، هؤلاء ال.... العلمانيون "الإختيارون" المنددون بأي تيار إسلامي، والمرحبون بسطوة الكنيسة رغم رفضهم للدولة الدينية ومطالبتهم بالمدنية!! فلم نسمع صوتا لهم للتنديد بقول شنودة لمن سأله أين كامليا: وأنت مالك!!، ولا لرفضه الإعتذار عن بذاءات بيشوي، إلا إذا كانت حرية المواطنة عندهم تعني إنسحاق الأغلبية أمام الأقلية ليدخل هؤلاء قاموس جينس لإكتشافهم النظرية السياسية الجديدة: لكي تعيش الأغلبية "بسلام" لابد أن تضع الأقلية في الأمام وتسير ورائها كالأغنام وإلا سيضايقها الأقلية "وأتباعها"في الصحو والمنام. نقول للنخبة:من أمن العقوبة ساء أدبه.. ومن حقنا التساؤل.. من تمثلون بالضبط؟. وللصبر حدود والعيون الحمراء بانتظاركم..