أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن الشعوب العربية متعطشة لعودة الدور المصري لقيادة الأمة، فمصر هي الأكثر تأهلا للعب هذا الدور، وقدمت النموذج في الثورة المباركة وستنجح في استكماله، وهناك أطراف في المنطقة ستكون عونا لمصر، والشعب الفلسطيني سيكون في المقدمة. وقال مشعل -في لقاء مع كبار الكتاب والصحفيين المصريين- "إن مصر عليها مسؤولية في قيادة الأمة، ونحن في حماس حريصون على بناء علاقات قوية معها، ولن نتدخل في الشأن الداخلي لها، ونريد لها استعادة عافيتها بعد ثورة 25 يناير المباركة، وأننا إذا لم نكن داعمين لها فلن نكون عبئا عليها". وأضاف مشعل -موجهًا كلامه إلى المسؤولين والشعب في مصر- "نحن ندخل البيوت من أبوابها، ولا نتدخل في الشأن المصري، ويجب ألا تنظروا إلى غزة نظرة تخوف، فغزة لن تقذف مسؤولياتها في وجوهكم، فما زالت مسؤوليات القطاع على إسرائيل كدولة احتلال". وأعرب عن أمله في أن يستقر النظام السياسي في مصر، والذي أنشأته الثورة المباركة، وأن تنهض اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، لتكون دولة عظمى في المنطقة، وتلعب الدور الذي يخدم مصالحها. وقال: "نحن من باب التفهم واستشعار المسؤولية قلنا الأولوية أن تتعافي مصر، ثم تأتى الخطوة اللاحقة، وهى السياسة الخارجية، فلا نريد أن نحملها أعباء السياسة الخارجية، ولكنها تستطيع أن تقوم بأدوار لا تعطلها عن ملفاتها الداخلية، لتكون مقدمة لدور مصر المقبل الذي تعود فيه سياسة عربية محترمة ومتوازنة". وحول تخوف شرائح مصرية من أن يمثل التقارب المصري مع حماس دعما للإخوان المسلمين في مصر، قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "أرجو في العهد الجديد أن تنتهي هذه الفزاعة في التعامل مع حماس، لأن الإخوان المسلمين شأن مصري داخلي، وحماس شأن فلسطيني داخلي، وفي النهاية كل دولة بها قوى سياسية مختلفة، وإذا كانت هواجس النظام الماضي كبيرة فالأفضل أن تنتهي الآن". وردا على سؤال حول ما يقال بأن النظام السابق كان يعرقل المصالحة الفلسطينية، أجاب مشعل: "مخطئ من يظن أن النظام السابق كان صفرا وأصبح النظام الحالي مائة، فهو كان له وعليه في التعامل مع القضية الفلسطينية، فهناك نقاط إيجابية نقدرها، وهناك نقاط سلبية نتغاضى عنها اليوم بعد المصالحة، فنحن مع التغيير في مصر حيث انتقلنا إلى وضع أفضل". وعما إذا كان يرى أن مصر بعد الثورة وتوقيع المصالحة قد تحولت من محور الاعتدال إلى محور الممانعة، قال مشعل: "أتمنى أن نقفز على هذه التقسيمات، وأن نقف في موقف قوي، ومصر جديرة أن تقود الأمة في هذا المسار، فقد كانت سعادتنا بالغة حينما أعلن الدكتور نبيل العربي، وزير الخارجية، عن نية مصر فتح معبر رفح، وتحذيره إسرائيل بعدم العدوان على غزة مرة أخرى، وهذه لغة جديدة لم نتعود عليها من النظام السابق". وأضاف: "أنا كإنسان فلسطيني أتطلع ألا نظل منقسمين إلى محور مقاومة وممانعة ومحور اعتدال، وأريد أن تكون الأمة كلها مع الممانعة ومع الاعتدال بمعناه المتوازن بأن يكون لدينا ديمقراطية، فيجب ألا نكون في خنادق متعاكسة، علينا أن نكون في خندق واحد نحترم شعوبنا وتحترمنا ونقف جميعا في وجه المعتدي". وقال مشعل: "إننا نتمنى لمصر مستقبلا مشرقا ودورا عظيما يسعد به شعبها والشعوب العربية والإسلامية، لسنا متعجلين على مصر، لتأخذ وقتها وتطور سياساتها، ونريد أن تتعافى أولا، ونريد أن يكون المغنم لمصر أولا"، معربا عن سعادته بوجوده في مصر خاصة في ظل الثورة المصرية العظيمة. وأعرب مشعل عن تمنياته في أن تعم نتائج الثورة المباركة على الجميع، وأن تولي مصر اهتماما كبيرا بأمتها العربية التي شهدت فترة طويلة من الفراغ السياسي والقيادي، فلا تعارض بين الدورين، فهي حلقات ودوائر طبيعية متكاملة، وقال: "إن الشعب المصري يستحق الكثير.. كما أن الأمة العربية تبحث عن قائد وزعامة". وقال: "إن جهود مصر في تحقيق المصالحة لم تبدأ بعد الثورة، ولكن كانت قبلها وامتدت بعدها.. وعبرنا العقبة وما زلنا ننتظر تحويل نصوص المصالحة على الأرض، ومصر ستقود ذلك خلال الأيام المقبلة مع الجهد العربي لتذليل العقبات والميدان، لكي نرى أنفسنا بعد سنة من الآن قد عبرنا الفترة الانتقالية بسلام من خلال حكومة توافق وقيادة وطنية ممثلة في منظمة التحرير ولجنة أمنية عليا". وحول الثورات العربية، قال مشعل: "هناك ربيع عربي.. وأتمنى أن يمضي بأمان وسلام ودون دماء.. ونتطلع أن يستفيد الجميع من هذا الربيع". وتابع: "إذا استطاعت الأمة العربية أن تعبر هذا الربيع بسلام ونجاح وتحدث نهضة سياسية واقتصادية وتقضي على الفساد والاستبداد، وتعيش ديمقراطية على أساس ثقافتنا العربية الإسلامية، فإن ذلك سيقوى موقفها في مواجهة المشروع الصهيوني.. وصياغة سياسية خارجية متوازنة مع كل القوى الدولية، سواء الولاياتالمتحدة أو أوروبا أو آسيا، تقوم على قاعدة الندية والاحترام المتبادل والإيجابية وليس التبعية والإلحاق".