ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه بينما تستعد مصر لإجراء انتخابات رئاسية، لازالت السلطات هناك, تمارس "حملات قمع واسعة" ضد المعارضة. وأبرزت الصحيفة في تقرير لها في 14 مايو مأساة اثنين من المعتقلين في السجون المصرية, وهما عبد الله الشامي مراسل قناة "الجزيرة"، ومحمد سلطان، نجل صلاح سلطان, الداعية المصري المعتقل أيضا. وتابعت الصحيفة أن الشامي وسلطان يواجهان خطر الموت، نتيجة إضرابهما التام عن الطعام لمدة زادت عن 100 يوم, موضحة أنهما اختارا الإضراب عن الطعام، رفضًا لما وصفته ب "القمع والطغيان" . وعرضت "نيويورك تايمز" رسالة مسربة للشامي من داخل السجن قبل تدهور حالته الصحية, ونقله من سجن طرة لجهة غير معلومة, قال فيها إنه اختار الإضراب عن الطعام لتوجيه رسالتين, الأولى إلى الصحفيين, الذين يزورون الحقائق ويتسترون على "الانتهاكات التي تمارس ضد الحريات ووسائل الإعلام"، والثانية للمجلس العسكري, على حد قوله, لكي يعلمه أنه لا يخشى فقدان حياته, طالما أنه يدافع عن حريته وكرامته. وظهر الشامي في أول مقطع فيديو تم تصويره, قبل أن تنقله السلطات المصرية في 12 مايو من السجن إلى مكان مجهول. وأظهر مقطع الفيديو, الذي بثته "الجزيرة", تدهور صحة الشامي, المضرب عن الطعام منذ 21 يناير الماضي، حيث بدا في غاية الإجهاد بوجه شاحب وعينين غائرتين وسط هالات شديدة السواد، وقد بدا عليه الوهن والضعف. وقال الشامي في ذلك المقطع :"أنا عبد الله الشامي مراسل الجزيرة الإخبارية المعتقل منذ 14 أغسطس 2013 أثناء أدائي لعملي في فض اعتصام رابعة العدوية, منذ تسعة شهور، بالتحديد منذ 266 يوماً, وأنا محتجز دون أية اتهامات ودون أي جريمة اقترفتها". وأضاف "هذا الفيديو أصوره من أجل التوثيق في حالة ما إذا حدث لي أي مكروه خلال فترة الإضراب منذ 21 يناير 2014، فلم يتم عرضي على جهات طبية مستقلة، ولا توجد رعاية صحية داخل السجن. وقد قمت بعمل سبعة محاضر إضراب رسمية وتم إرسالها للنيابة دون استجابة.. وأحمّل المسؤولية كاملة للنيابة العامة وللقضاء المصري إذا تدهورت حالتي وحدث لي أي مكروه". وقد أعربت كل أسرة الشامي وكذلك شبكة "الجزيرة"عن قلقهما البالغ على سلامة الزميل عبد الله، لا سيما بعد أن وصل إضرابه عن الطعام إلى مرحلة باتت تهدد حياته. يذكر أن جهاد خالد زوجة الزميل الشامي تخوض هي الأخرى إضراباً عن الطعام تضامناً مع زوجها، علماً بأن حالتها الصحية تدهورت بشكل حاد هي الأخرى. وقد عقب متحدث باسم شبكة "الجزيرة", قائلاً "يحتاج عبد الله الشامي عناية طبية عاجلة من جهة مستقلة لا بد أن توفرها له السلطات وتعلن مكان احتجازه. نعتقد أن أفضل ما يمكن عمله الآن هو إطلاق سراحه وإنهاء تلك المعاناة التي دامت تسعة أشهر.. عبد الله صحفي، والصحافة ليست جريمة". وأعربت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن "بالغ قلقها" من مصير الشامي، خاصة بعد نقله إلى مكان مجهول، وأبدت "انشغالها العميق" بشأن صحة الصحفي المضرب عن الطعام منذ نحو أربعة أشهر، وهو إضراب قالت المنظمة إنه يأتي "احتجاجا على اعتقاله ظلما وعدوانا ودون توجيه أية تهمة رسمية إليه". وطالبت المنظمة السلطات المصرية بإبلاغ أسرة الصحفي ومحاميه بالمكان الذي نقل إليه، وبتمكينه من تلقي العلاج المناسب على الفور قبل إطلاق سراحه، لأن "السلطات مسؤولة عن حياته وصحته". وفي سياق متصل, شهدت القاهرة في 15 مايو الجلسة الثامنة لمحاكمة صحفيي "الجزيرة" الإنجليزية الثلاثة بيتر غريستي وباهر محمد ومحمد فهمي، على خلفية تهم عدة, بينها بث أخبار كاذبة والارتباط بجماعة "إرهابية"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.