أبلغ رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي، وفد الدبلوماسية الشعبية المصري أثناء استقباله أمس قراره بتعليق التصديق على الاتفاقية الإطارية لحين انتهاء الشعب المصري من انتخاب حكومة جديدة ورئيس جديد، والقبول بتشكيل لجنه من خبراء مصريين وإثيوبيين وسودانيين وخبراء أجانب لفحص مشروع سد الألفية، وإذا انتهت إلى اتخاذ قرار بوقف العمل فيه فإنه على استعداد فورًا لتصحيح هذا المشروع. وقال الدكتور السيد البدوي رئيس حزب "الوفد" في تصريحات للتليفزيون الإثيوبي مساء الاثنين إنه استمع خلال لقاءاته مع المسئولين الإثيوبيين إن لا يمكن لأن تسبب إثيوبيا أي ضرر أو أذى للشعب المصري، وأشار إلى أنه استمع لهذا الكلام من رئيس البرلمان الإثيوبي ورئيس المجلس الفيدرالي الأثيوبي والذى أكد أن السد الذى سيتم بناءه سيكون في صالح مصر والسودان قبل إثيوبيا بل ودعا مصر للمشاركة في بنائه. في الأثناء، علمت "المصريون"، أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر سقوم خلال الفترة القليلة القادمة بزيارة عدد من دول حوض النيل، ومن بينها إثيوبيا وأوغندا وكينيا والكونغو الديموقراطية في إطار مساعيه لتخفيف حدة التوتر بين مصر ودول المنابع. وأفادت مصادر أن هناك اتصالات مكثفة بين شيخ الأزهر والدكتور نبيل العربي وزير الخارجية لبحث ما يمكن أن يقوم به الأزهر من جهود لإعادة تطبيع العلاقات بين مصر ودول حوض النيل، في ظل ما يتمتع به الأزهر من ثقل روحي وديني بهذه الدول حيث يشكل المسلمون نسبة كبيرة من عدد السكان. وكشفت المصادر أن شيخ الأزهر سيحمل حزمة من المنح والامتيازات لطلاب هذه البلدان، ومنها مضاعفة عدد المنح المجانية المقدمة من الأزهر واستحداث منح جديدة في الدراسات العليا الخاصة بكليات الجامعة الشرعية والعلمية. وسيعرض الطيب خلال جولته إنشاء عدد من المعاهد التابعة للأزهر بهذه البلدان تتولى إعداد كوادر دينية فيها في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية يتكفل الأزهر بكافة نفقات تشغيلها سواء بتحمل مرتبات المدرسين والعاملين أو تقديم جميع المستلزمات الخاصة بالعملية التعليمية. واعتبرت المصادر أن جولة شيخ الأزهر لدول حوض النيل تأتي في إطار تنشيط الدبلوماسية الدينية في حلحلة عدد من المشاكل مع بلدان حوض النيل، وهو الدور الذي أخفقت مصر في القيام به خلال ولاية نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. من جانبه، أكد الدكتور سعيد البدوي أستاذ الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة أن شيخ الأزهر لديه الكثير ليقوم به في تنشيط العلاقات بين مصر ودول حوض النيل، مشددا على أهمية استخدام الدبلوماسية الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية، في ظل ما يتمتع به الأزهر أو الكنيسة القبطية من نفوذ روحي وديني في هذه البلدان. وأضاف ل "المصريون" إن استحضار الروابط الدينية مع هذه البلدان يبدو مهما جدا في إيصال رسالة مفادها أن هناك اهتماما مصريا بهذه البلدان وسعيا لتجاوز جميع المحطات الصعبة التي مرت بها مصر معها خلال الثلاثين عاما الماضية.