الحل الوحيد لما آلت إليه حالتي يكمن في السعي لدى من أعرفهم ومن لا أعرفهم لتشكيل حزب جديد وليكن اسمه (إتخنقنا ) هكذا قال صديقي.. ولا أدرى من أين جاء بهذا الاسم .. وربما دفعه إلى ذلك حالتي التي لا تسر عدواً ولا حبيباً.. والتي يستشعرها كما قال كلما قابلني .. فأنا مهموم على الدوام بكل ما يدور حولي صغيرة وكبيرة.. عظيمة وحقيرة .. ما يخصني وما لا ناقة لي به ولا جمل ؟ ومعذرة للشهداء الأبرار الذين لقوا حتفهم في موقعة الجمل الشهيرة .. وقد سألت نفسي هل صحيح أن ما نحياه يدعوا إلى الخنق وجاءت الإجابة بنعم.. فقد إتخنقت : من حزب الرئيس المخلوع وعصابة الأربعين حرامي وقد طاحوا فينا جميعاً لم يفرقوا بين صغير وكبير ولا بين رجل وإمرأه ولا بين شاب وكهل .. لمدة ثلاثون عاماً أو يزيد وكان منا وفينا من يهلل لتخرصاتهم وإرهاصاتهم وتصرفاتهم الحمقاء واللامسئولة. وإتخنقت: من سياسات مضطربة على كل المستويات والمناحي ( ثقافياً وإقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً ) وكنا في كل مرة نسمع من سدنه النظام الفاشل أننا في طريقنا إلى الصدارة والريادة إن لم نكن وصلنا إليها فعلاً. وإتخنقت : من وزراء جاءوا بهم فرادى وجماعات لا هم لهم إلا إذلالنا وإحتقارنا .. وقد رفعوا جميعاً شعاراً واحداً ( ليس في المكان أبدع مما كان. وإتخنقت: من محافظين تولوا أمرنا وإن افتقدوا أدنى مقومات عملهم وهو الحضور والقبول وطريقة التعامل مع خلق الله وكانت الثمرة حاله من الخراب والدمار والفساد تركوها وراء ظهورهم. إتخنقت : من مليارات نهبها أباطرة الحزب الوطني وهم من أسمعونا أنه لا مفر من ربط الأحزمة .. والصبر جزاءه الجنة.. ويا بخت من بات مغلوبً. إتخنقت: من تصرفات هوجاء لمسئولين كبار كانوا يتباهون بالعفاف والتقوى والورع فإذا بهم لصوص وفسقه. إتخنقت: من وزراء تم اختيارهم بالصدفة وإن كانوا لا يعرفون الحد الأدنى لآمال الناس وهمومهم . إتخنقت: من إعلام مرئي ومسموع ومكتوب كان يسبح بحمد السيد الرئيس ونجليه وإذا به بين عشيه وضحاها ينقلب إلى الضد فالرئيس الممدوح بالأمس أصبح خائناً وعاهراً وسارقاً وهو من قادنا جميعاً إلى الهاوية. إتخنقت: من رجال كانوا بالأمس يهللون ويكبرون ويسبحون فإذا بهم اليوم يتبرأون ويعلنون أنهم وحدهم من رسموا الطريق وقدموا الغالي والنفيس من أجل إنجاح الثورة والعبور بها إلى بر الأمان. واليوم.. لاسيما بعد ثورة 25 يناير 2011 . فقد إتخنقت: من حاله الانقضاض والإقصاء التي يحاول البعض ترسيخها وإتخنقت: من انتشار مصطلحات التكفير والتهوين والتحقير والتخوين التي أصبحت مادة دسمة في كل وسائل الإعلام. وإتخنقت: من هؤلاء الذين خرجوا علينا وشعارهم واحد ( نحن ثوار 25 يناير ) فإذا حاولت محاورة أحدهم.. رماك بما ليس فيك فأنت الخائن والعميل بل أنت من فلول العهد البائد . وإتخنقت : من هؤلاء الذين يضعون لافتات الثورة على سياراتهم ثم يدهسون قوانين المرور . وإتخنقت: من كل السياسيين الذين خرجوا بعد غياب طويل وقد جمعهم أنهم من حذروا وفذروا من عواقب وخيمة انتظرناها جميعاً. وإتخنقت: من كل الطوائف الذين أصبحوا بين غمضه عين وإنتباهاتها شعراء ومثقفين وساسه وفقهاء قانون. وإتخنقت: من هؤلاء الذين يتباهون بمنجزات الثورة ثم يعتدون ويغتصبون أملاك الدولة في صورة هي الأبشع على مر التاريخ والأبعد عن أخلاقيات كل الثوار. وإتخنقت : من أناس يتبارون بالثورة وما حققته لنا وإن كانوا هم بلحومهم وشحومهم من كانوا سبباً في دمارنا وخرابنا . وإتخنقت: من إعتصامات فئوية لعدد من الشرائح قالوا إن متوسط مرتباتهم لا تقل في الغالب الأعم عن خمسه آلاف جنيه. وإتخنقت: من آخرين يطالبون بتحسين دخولهم وإن عرفهم الناس متقاعسون ولا يقومون بما أنيط إليهم من أعمال. إتخنقت: من تردى الأخلاق في الشارع المصري بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وماذا تقولون في حوادث القتل والبلطجة والاغتصاب والسرقة بمسمياتها المختلفة. وإتخنقت: من حالة الانفلات التي أصابتنا جميعاً عندما قررنا دون اتفاق أن ندوس على القوانين والأعراف. ومعذرة لأستاذنا الدكتور / نعمان جمعة صاحب شعار ( إتخنقنا)