في شمال غرب دلتا النيل في مصر؛ أقدم مدينة فرعونية مازالت باقية إلى اليوم. أنها مدينة فوة التي كانت عاصمة الإقليم السابع في مصر الفرعونية، لعبت أدوارًا هامة إلى القرن التاسع عشر، حتى كان بها في العصر المملوكي قنصليات لدول أوروبية كفرنسا وإيطاليا، هذه المدينة التراثية قسم كبير منها الآن بني فوق تل أثري كبير للأسف غير مسجل في عداد التلال الأثرية في مصر. تحتاج فوة بحرفها التقليدية الموروثة التي يمارسها أهلها بتفوق مثل حرفة صناعة الكليم، وصناعة الفسيخ، ويجيدون صناعة الأثاث، وصناعة الفول بشكل مختلف. لكن فوة تتعرض لعدد من المشاكل أبرزها اندثار المنازل التراثية بها، لذا فإنني ادعوا وزارة الآثار لتسجيل منازل فوة التراثية التي تتميز بعمارتها المختلفة عن المنازل التراثية في القاهرة ورشيد وغيرها من المدن المصرية. تحتاج فوة إلى متحف يجمع تراثها ويكون مدخلاً إلى زيارة المدينة، وإلى جمعية أهلية لنشر تراثها وتاريخها، من أهالي فوة المثقفين والمهتمين، إذ أنه بدون أهالي فوة لن يكون لتراث مدينتهم مستقبل. وقد رشحتها بصورة شخصية لتنضم لقائمة التراث الإسلامي في المنظمة الإسلامية للثقافة والعلوم، تمهيدًا لترشيحها لقائمة التراث العالمي. ولكي ندرك أهمية مدينة فوة، فهي ثالث مدن مصر من حيث عدد الآثار الإسلامية في مصر، وتضم تراثًا معماريًا إسلاميًّا من مساجد وزوايا وقباب وربع ووكالة، وفي متحفي الفن الإسلامي في القاهرة ومتحف طنطا قطع تراثية نقلت من فوة. لفوة العديد من المزايا منها موقعها الرائع على شاطئ النيل الذي بهر الرحالة العرب والأجانب، لذا فهي في حال تسويقها كمقصد سياحي سيكون لها مستقبل فريد، لكن هذه المدينة التي تحمل عبق التاريخ حتى في أسماء شوارعها التي تعود للعصر المملوكي؛ إذا لم نهتم بها ستندثر وتصبح أثرًا بعد عين.