شنت منظمة العفو الدولية "امنستي"، هجوما على مصر الأربعاء، لاستمرار احتجاز الإسرائيلي عودة ترابين المحتجز داخل السجون المصرية منذ 11 عاما، بعد أن أدين بالتجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية "الموساد". وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية، أن منظمة العفو انتقدت السلطات المصرية بسبب استمرارها في احتجاز ترابين، مضيفة أنه لم تتم محاكمته وعلى الرغم من ذلك حكم عليه بالسجن 15 عامًا. وذكرت أن المنظمة توجهت بالسؤال عن الجاسوس إلى منصور عيسوي وزير الداخلية المصري لكنها لم تتلق ردا حتى الآن، كما توجه محاميه يتسحاق ملتسار أكثر من مرة بالسؤال إلى السلطات المصري ولم يتلق أي ردود. وأضافت أن أيوب قرا نائب وزير تنمية النقب الإسرائيلي طالب بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة بالعمل على إطلاق ترابين، ونقل إليه رسالة من والدته، قبل آخر زيارة قام بها رئيس الوزراء إلى مصر ولقائه الرئيس المخلوع حسني مبارك. وأوضحت أن الوزير أبلغ نتنياهو بأن عودة ترابين، مثله مثل يوناثان بولارد الجاسوس الإسرائيلي المحبوس بالولايات المتحدة منذ اواخر ثمانينات القرن الماضي والمحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، وقال إن كلاهما متهمان بنفس التهمة، وإسرائيل ملزمة بتحريرهما داعيا نتنياهو إلى إعادة ترابين إلى موطنه. ومنذ وقت طويل، تحاول إسرائيل بكل الطرق الإفراج عن ترابين، وفي العام الماضي قام السفير الإسرائيلى لدى القاهرة يتسحاق ليفانون بزيارته داخل محبسه، وأطلعه على الجهود المبذولة من جانب الحكومة الإسرائيلية للإفراج عنه. وترابين ينتمى لإحدى القبائل البدوية فى سيناء وصحراء النقب، وقام الجيش الإسرائيلى بتجنيد والده سليمان بعد حرب 1967 ليكشف عن تحركات خلايا المقاومة المصرية أثناء حرب الاستنزاف، وفى يناير1990 هرب سليمان وعائلته إلى إسرائيل، وحصلوا على الجنسية، وأقاموا فى مدينة الرهط، ثم أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن عليه لمدة 25 عاما مع الأشغال الشاقة المؤبدة. وعاد عودة ترابين نجله إلى سيناء عام 1999 بحجة زيارة أسرته وأخواته البنات المتزوجات فى مدينة العريش، وأبلغته السلطات المصرية بأنه شخص غير مرغوب فيه، وحذرته من العودة مرة أخرى، لكنه عاد متسللاً عبر الحدود، وألقى القبض عليه، وبحوزته عملات إسرائيلية وجهاز اتصال، واتضح أنه حاول تجنيد زوج أخته المقيم فى العريش للتجسس على التحركات العسكرية المصرية فى سيناء، على أن يكون هو حلقة الوصل بينه وبين "الموساد" الإسرائيلى.