هل فكرت فى أن ترشح نفسك للانتخابات الرئاسية؟ حسنًا أنت مواطن بالغ السن القانوني لتولى المنصب الرئاسي، وصحيفتك الجنائية نزيهة غير مسجل فيها قضية واحدة، حتى خلفيتك السياسية لا تحسب لك موقف تخاذلت فيه عن الشعب ومصالحهم فأنت منهم. ألم تقتنع بعد بأن تكون ثالث المرشحين للاثنين الآخرين؟؟ إذا عليك الآن أن تتخيل ولو لدقيقة واحدة أنك المرشح الرئاسي الثالث، ماذا سيكون أول ما يخطر في بالك؟؟؟ نعم هو الرمز الانتخابي الممثل لك، فهو الانعكاس التلقائي لطبيعة برنامجك الانتخابي، ففى كل انتخابات يدعون الناخبين لاختيار "فلان الفلان رمز كذا". هذا الكلام لم ينطبق عليك وحدك عزيزي المرشح الوهمي، فمن قبلك ينطبق على الاثنين الآخرين الحقيقيين، فهذا حمدين صباحي اختار رمزه الذي عرف به من الانتخابات الرئاسية السابقة النسر، معتبرًا فيه امتدادًا لحلمه بأن يكون رئيسًا للبلاد، وأخذ من النسر سماته. أما الثاني المشير عبد الفتاح السيسي، والذي تدور معظم الترجيحات بأنه الرئيس القادم للبلاد فضل أن يحتفظ بطريقته التى أعدناها فى تحركاته السياسية "الغموض" يمكنك أن تقول أو سياسة "جس النبض"، فحتى الآن لم يخرج مسئول رسمي من حملته ليقول إن المشير اختار رمز معين بشكل رسمي، جميعها تصريحات تظهر فى يوم ليأتي فى اليوم التالي لها ما ينفيها. وهو ما تجسد فعليًا فى الحديث عن احتمال أن يحصل المشير على رمز الأسد إلى أن نزلت الرموز المقررة خالية من الأسد، لتعود أبواق السيسي من جديد وتقول إنه سيحصل على رمز الشمس، وهو ما أكددته أمينة النقاش، العضو بحملة المشير و الأمين العام المساعد لحزب التجمع، فى تصريحات خاصة ل"المصريون" أن المشير ينوى أن يختار رمز الشمس، وهو ما اختلف معه الإعلامي أحمد موسى فى برنامجه على قناة صدى البلد والذى قال إن اختار رمز النجمة فى إشارة إلى القوات المسلحة. ولم تكن أزمة الرمز هى الوحيدة حيث سبق وتعامل المشير بنفس المنطق مع قرار ترشحه لرئاسة الجمهورية، حين أخر موقفه لأكثر من ثلاث شهور وأعلن الموقف النهائي قبل بدء فتح باب الترشح وجمع التوكيلات بأيام رغم أنه قد حسم موقفه منذ أن حل فى إدارة الدولة فى 30 يونيه. ويبدو أن المشير يتمتع بنوع من ما يمكن أن نسميه بالصبر السياسي أو سياسة جس النبض.