اجرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية حوارا مع الشيخ عبد المنعم الشحات، ووصفته ب"المتحدث باسم السلفية في مصر"!! الحوار نقلته صحف مصرية عن وكالة الأنباء الألمانية .. وأنا هنا لا أريد أن أشير إلى وصف الصحيفة للشحات.. وكأن السلفية في مصر "كتلة واحدة" رغم انهم "ليسوا سواء".. وإنما فسيفساء واسعة ومتنوعة .. غير أن محرر الحوار شاء من استخدام صفة المتحدث باسم السلفية، تقديم ما نسب إلى الشيخ في حواره، ليس باعتباره رأيا شخصيا له أو لتلاميذه وإنما بوصفه ما اجمعت عليه السلفية المصرية على اتساعها وتنوعها .. لكن المهم أن المحاور تصيد "كلمات" واستقطعها من سياقها ونقلها إلى العنوان كمانشيت قصد به "الإساءة" و"التحريض" وليس نقل الحقيقة ولنراجع معا ما ورد نصا بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية: قال الشحات في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، نشرته اليوم الاثنين: "في الواقع الديمقراطية فكرة تحتوي على عدة عناصر، الكثير منها مقبول، لكن العنصر الأخطر فيها أن مرجعية التشريع للشعب، ونحن نؤمن أن التشريع لله". وذكر الشحات أن مشاركة المرأة في البرلمان تتعارض مع طبيعتها الفكرية، مشددا على أن ترشحها للرئاسة هي أو أي شخص من غير المسلمين ممنوع. وأضاف، "منصب رئيس الدولة محسوم وممنوع على غير المسلم والمرأة، لكن يجب التفرقة بين حالة غير المسلم وحالة المرأة، وعدم الخلط بين الأمرين". وذكر أن الحركة السلفية تتعامل مع مسيحيي مصر باعتبارهم "أقلية"، قائلا: "البعض يرى أن كلمة أقلية فيها حساسية، فنريد أن نعبر عن واقع موجود، فالناس يعيشون عبر التاريخ في بلد واحد معظمهم ينتمون إلى دين والبعض ينتمي إلى أديان أخرى وهذه تسمى أقلية". ونقلت الصحيفة عن الشحات قوله، إن الدعوة السلفية في مصر تطالب بتنفيذ القانون والاستجابة لنبض الشارع، مشيرا إلى وجود ثلاثة عوامل يمكن للدعوة السلفية أن تؤيد عن طريقها المرشحين، وهي الإقرار بالمرجعية الإسلامية وتوافر الكفاءة والأمانة. وقال: "لن ننشئ أحزابا، ولن يكون لنا مرشحون، بل نؤيد مرشحين، وننصح الناس بانتخاب الأصلح من التيار الإسلامي وأصحاب الكفاءة والنزاهة، قد نؤيد مرشحي الإخوان أو أي مرشح تتوافر فيه المعايير، وسوف نختار أمثل الموجودين، وربما نطلق المعايير العامة". وأوضح أن الاتهامات الموجهة إلى الدعوة السلفية بالقيام بمحاولة تطبيق الحدود وهدم القبور، بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، يحركها الإعلام الموالي للتيارات العلمانية، وما سماه الثورة المضادة، مشيرا إلى أن دور التيار السلفي هو القيام بتوضيح الطريقة الشرعية لتطبيق الحدود، ورفضها تغيير المنكر بطريقة تجلب منكرا أكبر، وفقا للصحيفة. وأشار الشحات إلى أن المستقبل قد يشهد يوما تتحقق فيه الخلافة الإسلامية، ويصبح هناك دولة واحدة باسم، مثلا، "الجماهيرية الإسلامية العظمى". وعن إجراءات محاكمة مبارك الجارية في مصر حاليا، وما يتردد عن تأخر تفعيلها في الفترة الماضية، قال الشحات: إن الدعوة السلفية تلتمس العذر للمجلس العسكري المصري الحاكم في بعض المشاغل أو بعض الاعتبارات الأدبية في طريقة التعامل مع رجل عسكري سابق، لافتا إلى أنه "يجب أن نكون واقعيين حتى لا نصل إلى مصير يشابه مصير ليبيا". وتحدث الشحات عن إيران كدولة دينية بقوله: إنها دولة "شديدة العنصرية"، لافتا إلى أن الخطورة تكمن في أنها تواجه أهل السنة عندها "بأشد أنواع البطش والتنكيل"، بدلا من أن تكون قوة للعالم الإسلامي، حسبما ذكرت الصحيفة. انتهى ملخص الحوار وكما نقل من الوكالة .. غير أن محرر الخبر في "الشرق الأوسط" جعل له هذا العنوان: المتحدث باسم السلفية بمصر: الديمقراطية خطر لأنها تجعل مرجعية التشريع للشعب وهو ذات العنوان الذي راق لكل الصحف المصرية التي خرجت مهزومة سياسيا واعلاميا من نتائج استفتاء 19 مارس.. فهل يتعلم السلفيون الدرس.. لتجنب الكمائن الصحفية التي تحيط بهم في كل مكان؟! [email protected]