على الرغم من نفيه سعيه الحصول على أصوات الإسلاميين، إلا أن حمدين صباحي، مؤسس "التيار الشعبي"، والمرشح الرئاسي فتح جسورًا للتواصل مع عدد من القوى والأحزاب الإسلامية المنضوية ب "التحالف الوطنى لدعم الشرعية" لدعمه خلال الانتخابات الرئاسية القادمة. يأتي ذلك إدراكًا منه بصعوبة المنافسة مع المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق حال استمرار مقاطعة الإسلاميين للانتخابات الرئاسية المقررة يومي 26 و27 مايو المقبل، في الوقت الذي لم يحسم فيه "التحالف" الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي موقفه بعد من تلك الانتخابات. غير إن الدكتور أحمد بديع المتحدث باسم حزب "الوطن"، المنضوي في التحالف نفى التواصل مع صباحي، أو مقربين منه، مشددًا على عدم وجود أي تواصل بين التحالف وأي من المرشحين للرئاسة. وتابع بديع: "موقف التحالف من الاستحقاق الرئاسي معروف فى ظل عدم اعترافنا بجملة التطورات السياسية منذ الثالث من يوليو، وبالتالي فموقفنا المرجح هو المقاطعة". فيما اعتبر الدكتور خالد سعيد، الأمين العام للجبهة السلفية، أن "تأخر التحالف فى الإعلان عن موقفه من الانتخابات الرئاسية يعكس نوعًا من الروية، فنحن لسنا فى عجلة من أمرنا لإعلان موقفنا من انتخابات رئاسية قد لا تجرى أو قد تحدث فيها تغييرات دراماتيكية قد تعصف بالعملية برمتها". بدوره، قال صباحي، إنه لا يتوقع أن يقوم الإخوان بالتصويت لصالحه نكاية في عبدالفتاح السيسي المرشح الرئاسي، وأضاف في تصريحات تليفزيونية: "أن الأرجح في تقديري أنهم سيقاطعون الانتخابات الرئاسية، وهو مشروع العدالة الاجتماعية والديمقراطية". وأشار صباحي إلى أن "الإخوان إذ لم يقاطعوا الانتخابات، فسيتجهون لدعم السيسي بقوة من منطلق أن نجاحه سيدعم أفكارهم التي يروجون لها، وكذبتهم أن 30 يونيه انقلاب وليست ثورة، لذلك لا أتوقع منهم أي دعم"، وفق قوله. وقال إنه في حال فوزه بالرئاسة "لن يتم الاعتداء على أفراد جماعة الإخوان المسلمين حتى وإن خرجوا ضدي أو رفعوا شعار رابعة أو تظاهروا بالجامعات شرط ألا يشوبها العُنف". وأشار إلى أن "هناك حملة كراهية في الإعلام و الرأي العام ضد الإخوان لمجرد أنهم يطلقون لحاهم أو لاعتقادهم بأن مرسي قد ظُلم أو شعورهم بالأسى على الدم الذي سال في رابعة".