انتقدت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية قرار الحكومة المصرية وقف عرض فيلم "حلاوة روح", بطولة الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 20 إبريل أن القرار "غير منصف" في حق الفيلم، لأنه تم الحكم عليه ليس من خلال سياقه، بل من خلال من خلال المشاهد المتقطعة في الإعلان الخاص به. وتابعت "لاريبوبليكا" أن مشكلة مصر ليست فيلما، ولكن مشكلة حكومة تهمل أزمات البلاد الحادة, سواء السياسية أو الاقتصادية, وتمنع عرض فيلم, لأنه يتضمن مشاهد إغراء لفنانة, أو أن القصة جريئة جدا. وكان رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب قرر في 17 إبريل وقف عرض فيلم "حلاوة روح", وهو ما أثار غضب العاملين بالفيلم والمنادين بحرية التعبير عن الرأي، فيما تعالت أصوات أخرى ترحب بقرار محلب، خاصة مع ظهور بطل الفيلم "طفل" فى مشاهد إباحية، وهذا ما يرفضه المصريون, ويتنافى مع ثقافتهم وتقاليدهم ودينهم. وجاء قرار الحكومة المصرية بعد ساعات قليلة من قرار مماثل لدولة الإمارات بوقف عرض الفيلم، لتلحق بدورها بدولة قطر, التي كانت قد رفضت من البداية عرض الفيلم في دور السينما بالدوحة. وعلقت الحكومة الإماراتية، على قرار وقف عرض الفيلم،أن العمل يتضمن مشاهدا لا تتناسب مع قيم وأخلاقيات المجتمع العربي، وأصدرت قرارا برفع الفيلم من دور العرض لمنعه بشكل نهائي. وحقق الفيلم, الذى يشارك فى بطولته هيفاء وهبى وباسم سمرة ومحمد لطفى، في مصر, إيرادات بلغت 2 مليون و750 ألف جنيه، وذلك رغم مرور أسبوعين فقط على عرضه. وتعامل صناع السينما في مصر مع قرار محلب بكثير من الغضب، واعتبر النقاد والمخرجين أن تدخل الحكومة في منع الفيلم يعد مؤشرا خطيراً ضد حرية الإبداع في مصر. وانتقد المخرج السينمائى الشاب عمرو سلامة قرار محلب بوقف عرض الفيلم, واعتبره نوعًا من أنواع الديكتاتورية، وذلك من خلال تغريدة كتبها على حسابه الشخصى على موقع "تويتر". وكتب سلامة معلقا على قرار محلب "هل آلية منع الأفلام هى ذوق معالى رئيس الوزراء؟ ضد الفيلم ماتروحوش، لكن تجبر شخص ثانى له حق الاختيار مايشوفوش ليه؟ للديكتاتورية صور متعددة". وبدوره, قال طارق الشناوي, الناقد الفني, إن تدخل رئيس الوزراء في عمل فني يعد موشرا خطيرا، وأشار إلى أن وقف أي عمل فني من اختصاص الرقابة، مضيفا "التدخل اليوم لمنع فيلم لأسباب أخلاقية سيتبعه غدًا قرار بمنع فيلم لأسباب سياسية". وأضاف الشناوي "نحن في مجتمع محافظ والشعب المصري يميل لمثل هذه القرارات، ولكن عندما ننظر أبعد من أقدامنا، سنجد أن هناك خطورة على الحياة كلها وعلى الثقافة والسياسة والإبداع". وتابع "رغم أن الفيلم رديء، ومن أسوأ ما شاهدت، إلا أنني أرفض الفيلم مرة وأرفض المصادرة ألف مرة".