كشفت وثيقة لموقع "ويكليكس" المتخصص في نشر الوثائق السرية عن مطالبات إسرائيلية للإدارة الأمريكية، بممارسة ضغوط على مصر قبل عامين لإغلاق حدودها الجنوبية مع السودان تحت ذريعة قيام إيران بنقل صواريخ خاصة لحركة "حماس" عبر سيناء مرورًا بالأراضي السودانية وذكرت صحيفة "هآرتس" في تقرير تحت عنوان: "أول تصريحات إسرائيلية عن التهريب بالسودان"، أن وثيقة جديدة لموقع "ويكليكس" كشفت عن قيام اللواء دان هرئيل نائب رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي في فبراير 2009 بمطالبة الأمريكيين بالضغط على مصر والزامها باغلاق الحدود مع السودان، على خلفية مزاعم عن إمداد إيران حركة "حماس" بالأسلحة عبر السودان. وقال المحلل الاستخباري بالصحيفة يوسي ميلمان، إن هرئيل التقى كلاً من جيمس كانينجهام السفير الأمريكي بتل أبيب وعددًا من المسئولين بوزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين خلال زيارتهم إلى إسرائيل في فبراير 2009، حيث حذر من امتلاك "حماس" لصواريخ إيرانية قال إنه يتم تفكيكها لأربعة أجزاء ويتم تهريبها عبر الأنفاق السرية بين القطاع ومصر على أن يتم تجميعها مرة أخرى بالقطاع. وبحسب الوثيقة، فإن المسئول العسكري الإسرائيلي زعم أن "حماس" تمتلك أيضا صواريخ مضادة للدبابات، وادعى أن إسرائيل تزودت بمعلومات تفيد بأن إيران تقوم بتصنيع صواريخ ستقوم بإمداد الحركة الفلسطينية بها تعتمد على نظام صاروخ "الفجر" الإيراني. وأثنى هرئيل على اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة السابق في منع عمليات التهريب إلى قطاع غزة، وذلك لدى رده على سؤال من الجانب الأمريكي حول مدى جدية مصر في مكافحة عمليات التهريب عبر الأنفاق. ونقلت الوثيقة عن نائب رئيس الأركان الإسرائيلي دعوته للمسئولين الأمريكيين من أجل الضغط على مصر لإغلاق حدودها مع السودان. وكان ذلك خلال اللقاء الذي جمع بين الجانبين بعد شهر واحد فقط من انتهاء عملية "الرصاص المصهور" في القطاع في يناير 2009. وكان ذلك وسط تقارير اتهمت إسرائيل بمهاجمة قافلة أسلحة في شمال السودان كانت في طريقها الى قطاع غزة، كما تزامن اللقاء مع تصريحات أدلى بها ايهود أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك مؤكدا فيها قيام إسرائيل بالعمل في مناطق بعيدة عن حدودها في الشمال والجنوب. وذكرت الصحيفة أنه منذ هجوم إسرائيل على القافلة في يناير 2009 تحدثت تقارير أجنبية كثيرا عن عمليات إسرائيل في السودان، بما فيها إغراق السفن ومنذ أسابيع تحدثت تقارير عن تصفية عنصر بارز بحركة "حماس" بمنطقة بورتسودان كان في طريقة لتهريب أسلحة لقطاع غزة.