سيطرت حالة من الهدوء التام على محيط مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، صباح اليوم الأحد، بالتزامن مع آخر أيام الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية والتى من المقرر أن تغلق أبوابها فى تمام الساعة الثانية عشر ظهرًا وسط تكثيف أمنى مكثف من قبل قوات الشرطة والجيش مستعينين بالكلاب البوليسية، بحثًا عن أي أجسام غريبة، وسط فرض كاردون أمنى وأسلاك شائكة بمحيط اللجنة. اللجنة التى اعتادت أن يطرق أبوابها عشرات المرشحين بأول انتخابات رئاسية بعد ثورة ال 25 من يناير، والتى كانت بمثابة مارثون كبير شارك فيه القوى السياسية كافة بمرشح أو أكثر، وحسم الأمر آنذاك للمرشح الإخوانى محمد مرسى، والذى سرعان ما تم عزله بعد عام من حكمه تفاقمت فيه الأزمات الاقتصادية والسياسية بالبلاد تغلق اليوم أبوابها على ثنائى مرشحى الرئاسة "المشير عبد الفتاح السيسي" وزير الدفاع الأسبق والمرشح صاحب الشعبية الاوفر بحسب محللون ومراقبون ، والسيد حمدين صباحى المرشح الرئاسى صاحب النفس الطويل والذى شارك بالانتخابات الأولى بعد الثورة وحصد 5 ملايين صوت لتشتد حدة التنافس بين المرشحين، على الرغم من المؤشرات الأولية التى تستبعد صباحى من المارثون الرئاسى بعد تأكيد سياسيين ومحللين حسم المقعد للمرشح ذى الخلفية العسكرية. وعلى الرغم من أن دقائق قليلة تفصلنا عن إغلاق باب اللجنة على مرشحيها إلا أن مفاجآت قد تحدث بين الحين والآخر لتدفع بمرشح مفاجئ يقلب موازين السباق الانتخابى برمته، وبحسب متابعين فإن فرصة اللواء أركان حرب مراد موافى قد تبدو غير ضئيلة ما إذا تقدم بأوراق توكيلاته التى حسم أمرها منذ فترة بعيدة إلا أن مقربين من اللواء أكدوا عزوفه عن الترشح لانتخابات وأنه بصدد الطيران إلى السعودية لأداء فريضة العمرة. فيما ساد الصمت محيط الإسلاميين الذين أكدوا عدم الدفع بمرشح رئاسى تحت أى ظرف من الظروف لعدم اقتناعهم من الأساس بالعملية الانتخابية واقتناعهم التام بحق مرسى فى العودة لمنصبه. الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أكد أن نسبة التصويت المحتملة ستتراوح مابين 70% للمشير السيسى إلى 30 % لحمدين صباحى، مشيرًا إلى أن الإخوان المسلمين لن يدعموا حمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأنهم قد يدفعون بمرشح رئاسي اعتمادًا على سياسة الكر والفر التي ارتبطت بأدبياتهم السياسية. وأكد فهمي أن صباحي سينتحر انتحارًا سياسيًا لو فكر للحظة في الاقتراب من جماعة الإخوان، واستبعد أن يفعل كونه ذا فكر ونسق عقيدي مختلف تمامًا عن الجماعة. وأضاف أن الجماعة لا تثق في صباحي وكذلك هو، مشيرًا إلى إن الإخوان يتمنون خروج صباحي من الانتخابات لإظهار قصورًا في العملية الانتخابية.