تعرض ثوار ليبيا، لقصف مدفعي شديد عند مشارف بلدة أجدابيا، اليوم الأحد، الأمر الذي أجبرهم على التقهقر إلى داخل المدينة وحد من أملهم في التقدم غربًا لمحاولة إنهاء حالة الجمود التي تكتنف المعارك مع قوات العقيد معمر القذافي. ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهد عيان قوله: إنّه رأى ما يزيد على عشرة صواريخ تسقط عند المدخل الغربي للبلدة، التي كان الثوار يريدون استغلالها كنقطة انطلاق لاستعادة السيطرة على ميناء البريقة النفطي. وفرَّ كثيرون من الهجوم بينما ترددت أصداء الانفجارات في البلدة. وكانت قوات الثوار تقدمت يوم السبت حتى مشارف البريقة التي تبعد 50 كيلومترًا إلى الغرب؛ لكن كثيربن فروا عائدين إلى أجدابيا بعدما قُتل ستة أفراد بصورايخ أطلقها الموالون للقذافي على الطريق الساحلي المكشوف الواصل بين البلدتين. ويوم الأحد يكتمل مرور شهر على صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي أجاز استخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا، وأدّى إلى حملة جوية دولية. لكن برغم غارات حلف شمال الأطلسي الجوية على قوات القذافي، لم تتمكن المعارضة المسلحة من الاحتفاظ بمكاسبها خلال معارك كر وفر مستمرة منذ أسابيع للسيطرة على البلدات الساحلية في شرق ليبيا. وفي غرب ليبيا تتعرض مدينة مصراته، التي تُسيطر عليها المعارضة المسلحة للحصار منذ سبعة أسابيع مما أثار قلقًا دوليًا بشأن أزمة إنسانية متنامية. ويُعتقد أنّ مئات المدنيين لاقوا حتفهم في القتال والقصف على المدينة. وقال متحدث باسم الثوار: إنّ قوات القذافي قصفت مصراته مُجددًا، اليوم الأحد، وقُتل ما لا يقل عن ستة أشخاص. وتابع المتحدث عبد الباسط مزيرق أنّ 47 شخصًا على الأقل أُصيبوا أيضًا في القصف وقالت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا الأسبوع الماضي إنها لن توقف قصف قوات القذافي إلى أن يتنحى عن السلطة. ولكن في ظل تعثر قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان استبعدت الدول الغربية إرسال قوات برية إلى ليبيا. بدوره، قال التلفزيون الليبي اليوم: إنّ القذافي تلقى اتصالاً هاتفيًا من جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا. ولم يقدم التلفزيون تفاصيل بشأن توقيت الاتصال، أو ما دار فيه. وترأس زوما بعثة للاتحاد الأفريقي إلى طرابلس الأسبوع الماضي، لكن محاولة الاتحاد لوقف الحرب الأهلية في ليبيا انهارت خلال ساعات في 11 أبريل، بعد أن قصفت قوات القذافي مدينة محاصرة، وبعد أن استبعد المعارضون إمكانية التوصل لاتفاق قبل الإطاحة به.