أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أنه لا يستطيع أحد أن يزايد على موقف الأزهر الداعم لأي حركة تحرير داخل مصر وخارجها، قائلاً إن تاريخه يعلو على تاريخ الثورات والحكومات. وقال إن الأزهر لا يتردد ولا يخاف كما جأرت بعض الحناجر الزاعقة في الداخل والخارج، ولم يمسك بالعصا من الوسط كما قيل، بل أمسك بالعصا وهو يتقلب بين خوفين، خوف قطرة دم تراق من هؤلاء الشباب، وخوف على الوطن أن ينفرط عقده ويدخل في مجهول لا تُرى فيه يمين من شمال. وأضاف خلال الندوة التي تنظمها الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، تحت عنوان "الأزهر وثوره 25 يناير"، إن الأزهر أكد في بيانه الأول الصادر في الثاني من فبراير، "أن الإسلام يقرر الحقوق ويحمي الحريات ويرفض الظلم ويقف إلى جانب الشعوب في مطالبها المشروعة في العدل والحرية والعيش الكريم". وقال الطيبب إن الأزهر سبق كل الأصوات التي "تركب الموجة الآن وتتاجر بالدين والأخلاق، وتنتهز الفرصة لإفراغ أحقادها وسمومها السوداء على الأزهر، وعلمائه الشرفاء"، وإنه سبق الجميع حين طالب بحق سائر القوى السياسية "دون إقصاء" في إجراء حوار فوري يهدف إلى احتواء الأزمة ورأب الصدع، وأنا أضع خطًا أحمر تحت كلمة دون إقصاء، كما كان أول من أطلق لفظ "الشهداء" على قتلى الثورة. وأوضح أن الأزهر كان أول من تصدي لمحاولات "اغتصاب الثورة"، ورفض قيام البعض بالمزايدة على دور الأزهر، فقد شارك الأزهريون في الثورة كما تم السماح للمتحدث الإعلامي السفير محمد رفاعة الطهطاوي بالمشاركة. واعتبر شيخ الأزهر أن ثورة 25 يناير كانت بمثابة الناقوس الذي أيقظ الضمائر، وقال إن الأزهر لن يكون عنصريا في يوم من الأيام بل يقف مع كل المسلمين ويتفاعل مع كل الحضارات.