فالحساب بالحسنات والسيئات فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه.إنها نصيحة مشفق فالأيام تمضي والعمر ينتهي ولا خلود لبشر علي الأرض وما الحياة الدنيا إلا متاع وكل متاع في الدنيا زائل فافعل يا بن آدم ما شئت من قتل- زني- قذف – افتراء- كذب – خداع – تضليل- ظلم – جمع أموال بالباطل – غش ولكن أين المفر؟ فلابد من وقفات ما قيمة لذة في الدنيا " كما زينها الشيطان " مع شقاء في الآخرة ، جمع مليارات ثم تركها يتمتع بها الغير ويسأل عنها يوم القيامة فتكون نقمة علي صاحبها، ظلم العباد في الدنيا وظلمات قي الآخرة ، سعة الدنيا ورغدها وعذاب القبر وضيقه وشدته وظلمته. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : يؤتي بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ويؤتي بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له : يا بن آدم هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مر بك شدةً قط ؟ فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤساً قط ولا رأيت شدةً قط " أخرجه أحمد . وأقول لأولى الأمر فى مصر الراعى والرعية، الحاكم والمحكوم ، كما قال هود إلي قوم عاد" وأنا لكم ناصح أمين"، لابد أن نعي الكلمات المبينات في الآية الكريمة والحديث النبوي. الشريف ولابد أن نتمعن هذه المعاني وأن نعمل بها فاليوم عمل وغدا حسا ب قال الله تعالي : " وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" البقرة : 281 فمن أجل ماذا الخلاف و الدمار ؟ ومن أجل من ؟ قال الله تعالي : " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ...." آل عمران : 103 قال الله تعالي : " وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " آل عمران : 105 . وإذا كانت الدنيا جسراً إلي الآخرة فلابد أن نحسن عبور الجسر بالعمل الصالح الذي يرضي الله عز وجل وأن نترك هذه الموبقات والمفاسد والمصالح والأهواء وأن تكون مصر في قلوبنا جميعا .