وصلت مجموعة من السياح الإيرانيين إلى مصر، بعد تعليق دام لعدة شهور اثر مظاهرات نظمها سلفيون احتجاجًا على وصولهم ومحاولات التقارب الإيراني المصري. وتضم المجموعة التي وصلت إلى أسوان 18 سائحًا إيرانيًا قاموا بزيارة معبد أدفو، اليوم، وذلك خلال جولة سياحية بدأت بزيارة السد العالي ومعبد فيلة. كما زار الوفد معبدي رمسيس الثاني في مدينة أبوسمبل السياحية، ثم أبحر على متن الباخرة "برنسيس سارة" إلى مدينة كوم أمبو لزيارة معبد كوم أمبو. وأنهى الفوج جولته السياحية بزيارة معبد أدفو، متجهًا إلى مدينة الأقصر لزيارة البر الغربي والمغادرة منها إلى القاهرة عبر مطار الأقصر . وفي إبريل من العام الماضي قررت مصر، التي لا توجد بينها وبين إيران علاقات دبلوماسية منذ "الثورة الإسلامية" في طهران في 1979، تعليق رحلات المجموعات السياحية الإيرانية بعد تظاهرات معادية لجماعات سلفية مصرية. ووقع البلدان في العام الماضي اتفاقية للتعاون السياحي نصت بالخصوص على تسيير رحلات سياحية بين الدولتين عن طريق شركات القطاع الخاص السياحية أو مكاتب خدمات السفر والسياحة. إلا أن عددا من التيارات الإسلامية هدد بمحاصرة المطارات التي تستقبل السياح الإيرانيين وإجبارهم على العودة إلى بلادهم على متن الطائرات التي تقلهم إلى مصر وحذرت من أن إيران تسعى لاستغلال هذا التقارب لنشر المذهب الشيعي٬ وهو ما دفع بالسلطات المصرية لإعادة النظر في هذا الملف. وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران قبل 34 عاما اثر اعتراض طهران على توقيع مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل. لكن العلاقات بين البلدين شهدت انفراجًا بعد الثورة المصرية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011. وبادر الرئيس المعزول محمد مرسي إلى زيارة إيران في أواخر أغسطس من العام قبل الماضي وذلك للمشاركة في قمة دول عدم الانحياز. وأثارت زيارة أحمدي نجاد الرئيس الإيراني السابق إلى القاهرة في فبراير من العام الماضي، والتي كانت الأولى من نوعها لرئيس إيراني لمصر منذ أكثر من ثلاثين عاما، جدلا خاصة عند زيارته للجامع الأزهر. وخلال الزيارة ألغى أحمدي نجاد تأشيرات دخول السياح والتجار المصريين لبلاده من جانب واحد، وألمح إلى إمكانية توسيع إلغاء التأشيرة ليشمل العلماء والجامعيين. وشهد شهر مارس الماضي أول رحلة طيران بين القاهرةوطهران منذ الثورة الإسلامية الإيرانية قبل 34 عاما حيث توجهت طائرة تابعة لشركة طيران "إير ممفيس" الخاصة إلى طهران وعلى متنها ثمانية ركاب إيرانيين بينهم دبلوماسيان.