على غرار الأغنية الشهيرة للمطربة الشعبية فاطمة عيد "حسنين ومحمدين" التي كانت تستخدمها الحكومة للتحذير من خطورة زيادة النسل في ثمانينات القرن الماضي، استخدم مؤتمر دولي حول السكان والتنمية في مصر، أغنية للمطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم "شعبولا"، للتحذير من خطورة زيادة عدد المواليد في البلاد. الأغنية التي شهدها المؤتمر الذي عقد في القاهرة اليوم، بحضور وزراء مصريون ومسؤولون أمميون، قامت بالتقديم لها "هالة يوسف" مقررة المجلس القومي للسكان في مصر. وتقول كلمات الأغنية: "اللي بيحب مصر ينزل يشتغل، دلوقت مصر عايزة الجهد والعمل، دلوقت سكان مصر 95 مليون، قاعدين نزيد ونزيد ومابيزدش الإنتاج، طب قول لي منين هانكفى أكل وتعليم وعلاج، الرغيف لو كفى اتنين ما يكفيش خمسة أكيد، عشان مواردنا قليلة والناس عمالة بتزيد". وتشير تقارير حكومية إلى أن عدد سكان مصر بلغ 94 مليون نسمة، بحسب آخر تقرير حكومي صدر في نهاية فبراير الماضي. وعرض المؤتمر الذي حمل عنوان "أولويات السكان والتنمية في مصر ما بعد 2014" إحصاءات وأرقام تشير إلى "تدهور" الخصائص السكانية في مصر وتدني للخدمات المقدمة إليهم من تعليم وصحة وغيره. ووصلت نسبة الأمية بين المصريين إلى 24.9%، فيما وصلت معدلات البطالة إلى 12.7%، فيما وصل معدل وفيات الأطفال الرضع إلى 25 طفل لكل 1000 مولود حي، بينما وصلت معدلات وفيات الأمهات في مرحلة الولادة إلى 55 أم لكل 100 ألف مولود حي، وبلغت نسبة الزواج المبكر( أي أقل من 18 عامًا) في مصر 17% من الزيجات، وذلك بحسب تقارير حكومية ودولية عرضتها هالة يوسف مقررة المجلس القومي للسكان، وفق وكالة "الأناضول" للأنباء. ولفتت إلى أن المجلس وضع خطة استراتيجية للأعوام من بين 2014 -2017، تتضمن سبعة محاور من بينها ضبط النمو السكاني وتوظيف الإعلام لدعم السياسة السكانية، إضافة إلى خطة لمنع الزواج المبكر. فيما أعلن "أبو بكر الجندي" رئيس "الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي) في مصر أن كل دقيقة تشهد ولادة أربعة أطفال جدد في مصر. وأضاف أن "المشكلة السكانية تعد أهم مشكلة تواجه مصر اليوم، وتحديداً في ما يتعلق بالزيادة السكانية، خاصة أنها لا تتفق لا من قريب أو بعيد مع معدلات التنمية". وأشار إلى أن "عدد السكان زاد في مصر خلال العام الماضي مليونين و621 ألفاً، أي ما يعادل 5780 مولوداً جديداً يومياً، و4 مواليد كل دقيقة". وقال "خايمي نادال" ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان بمصر إن "نسبة ارتفاع الوفيات لدى النساء أثناء الولادة تمثل أزمة، ويهتم البرنامج السكاني المصري بتقليل هذه النسبة وتخفيض نسب وفيات الأطفال". وأضاف: "البرنامج السكاني المصري ولد منذ 20 عاما بعد مناقشات طويلة وكان مفيدا للغاية في تحقيق التوافق بين الحقوق الدولية والإقليمية في مجالي السكان والصحة". وقال عادل عدوي وزير الصحة والسكان خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر إن مصر "ملتزمة بالاستثمار في مجال حقوق الإنسان وبناء القدرات الفردية والكرامة عبر قطاعات متعددة وطوال دورة الحياة، باعتباره أساس التنمية المستدامة". وأشار إلى أن معالجة قضايا السكان في مصر لابد أن تكون في إطار التنمية الشاملة، خاصة التنمية البشرية، من حيث الارتقاء بالخصائص السكانية ومراعاة التوزيع الجغرافي المتوازن للسكان، وذلك دون إغفال ضبط النمو السكاني بما يتناسب مع معدلات النمو الاقتصادي التي تحققها الدولة.