نددت جماعة "الإخوان المسلمين" بالحكم الذي أصدرته محكمة جنايات المنيا اليوم بإحالة أوراق 529 شخصًا إلى المفتي في أحداث الشغب التي تلت فض اعتصام رابعة العدوية بمركز مطاي في المنيا، واصفة الحكم غير المسبوق منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي ب "الإبادة الجماعية التي فاقت في بشاعتها مذبحة دنشواي" الشهيرة، محذرة من أنه يستهدف إخراج "الثورة عن سلميتها". وقالت الجماعة في بيان أصدرته تعليقًا على الحكم الذي أصدره القاضي سعيد يوسف صبري في ثاني جلسات المحاكمات وسط غياب المتهمين والمحامين عنهم، بعد جلسة أولى لم تستغرق 20 دقيقة، إن "هذه الأحكام لن تزيد الثوار إلا إصرارًا وتصميما على المضي قدمًا في إسقاط الانقلاب ومحاكمة كل من أجرم في حق الشعب المصري تحقيقا للقصاص العادل". وألمحت الجماعة إلى تسييس الأحكام الصادرة، قائلة: "كشف الانقلاب العسكري مرة أخرى عن وجهه، وأثبت أنه عدو لشعب مصر، عدو للحياة، عدو للعدل والحرية والديمقراطية، فقد استخدم مؤسسات الدولة ضد ما أنشئت له، فاستخدم الإعلام لتضليل الناس، واستخدم الجيش والشرطة في قتل الشعب وإراقة دمائه في مجازر لم يرتكبها الاحتلال الأجنبي، وهاهو يستخدم القضاء ليرتكب عملية إبادة جماعية جديدة فاقت في بشاعتها وجرمها مذبحة دنشواي والتي كانت سببًا في فضيحته على مستوى العالم". واعتبرت أن الأحكام الصادرة اليوم "أوضح مثال على ذلك، فالمحكمة لم تنعقد إلا أول أمس لمدة دقائق معدودة في جلسة إجرائية حجزت فيها القضية للحكم بعد 48 ساعة فقط، وملف القضية يبلغ عدة آلاف ورقة، ويقينا لم يقرأها القاضي، ولم يتم فض الأحراز أو الاستماع إلى الشهود، أو السماح للمحامين بالدفاع، وتم النطق بالحكم في خمس دقائق". وحذرت من أن "غرض الانقلابيين القتلة من مثل هذه الأحكام هو إخراج الثورة المصرية عن سلميتها المبدعة". لكنها قالت إن "هذا لن يكون بإذن الله، وستبقى ثورتنا سلمية، ولن يزيدنا هذا الظلم والبغي والعدوان إلا ثباتًا وصمودًا، وإصرارًا على دحر الانقلاب العسكري الدموي، واستعادة حريتنا وكرامتنا وسيادتنا".