تقدم القيادى الإخواني السكندري المهندس هيثم أبو خليل الخمسس باستقالته من جماعة "الإخوان" بعد 22 عامًا قضاهها ضمن التنظيم الإخواني، اعتراضًا على عدم اتخاذ إجراء "صارم وحاسم" ضد أعضاء من مكتب الإرشاد عقدوا اجتماعا سريا مع اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق خلال أحداث ثورة 25 يناير. وقال إن اللقاء الذي عقده سليمان مع أعضاء بمكتب الإرشد هو غير اللقاء المعلن الذي حضره الكثير من القوى الوطنية, وأشار إلى أنه جرى خلاله التفاوض من أجل إنهاء مشاركة "الإخوان" في الثورة مقابل التصريح للجماعة بإنشاء حزب وجمعية. وأضاف أبو خليل: "كنت أتمني بدل من أن يثور مجلس الشوري العام عليهم فور علمه أن يقيل مكتب الإرشاد بأكمله والذي أقسم أفراده علي عدم البوح بهذه المصيبة". كما عزا استقالته لعد قيام صبحي صالح النائب الإخواني السابق بنفي أو تكذيب الاتهام الذى ذكره الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق في أحد حوارارته الصحفية بأنه ذهب إليه قبل أن يترشح ضده ممثلاً ل "الإخوان" والمستقلين علي رئاسة المجلس ليستأذن منه ويتعهد له بإعطاء صوته له، وهو ما اعتبره بمثابة "ضربة قاصمة للشفافية والمنافسة وأمانة تمثيل الجماهير". واتهم أبو خليل قيادات "الإخوان" بالتفاوض مع جهاز أمن الدولة في انتخابات 2005 علي نسبة معقولة من التزوير تتيح لأفرادهم النجاح، في حين قال إن نائب المرشد يستحف بعقولنا ويقول إنها تفاهمات لجئوا إليها ليتيحوا مساحة أكبر للقوي السياسية بالتحرك. ومن بين أسباب الإستقالة أيضا أن مكتب إرشاد الجماعة جاء ب "انتخابات مطعون في صحتها وطعن الدكتور إبراهيم الزعفراني مر عليه عام دون أن ينظر فيه بمنتهي اللامبالاة وعدم الاهتمام", بالإضافة إلى قيام الجماعة بالفرز بين أعضائها على أساس الولاء للتنظيم ولأفراد وليس الولاء للأمة. وأكد الإخوانى السكندري أن الجماعة افتقدت الحب والإخاء, وأصبح يتم التعامل مع المخالفين كالصابئين الذين تركوا الدين والملة، وأعرب عن صدمته الكبيرة في قيادات كانت ثورية وتتبني الفكر والنهج الإصلاحي ثم تغيرت عندما جلست في مكتب الإرشاد وتنكرت وأصبحت ملكية أكثر من الملك بل وتجمل القبيح بشتي الصور، على حد تعبيره. وانتقدت في استقالته ما أسماه ب "تحايل الجماعة على تقنين شكلها مع الأوضاع الجديدة وشروعها في افتتاح المقار العامة بالمحافظات دون أن تبدأ في تأسيس جمعية مشهرة تحت بصر وسمع القانون". وخاطب أبو خليل شباب "الإخوان"، وقال: "إخواني الشباب.. اسمعوا لصوت عقولكم وضمائركم ولا ترددوا إلا ما تعقلون". وختم خطاب استقالته بالقول "إلى من قد يحاول أن يكذب حرف واحد مما جاء من أسباب هذه الاستقالة فأصابع يدي العشرة في عينه.. وعندها سيكون لكل حدث حديث وعلي البادي تدير الدوائر". وحاولت "المصريون" الحصول على ردود قيادات الجماعة على ما جاء فى الاستقالة وسؤالهم عن الاجتماعات السرية التى عقدها أعضاء من مكتب الإرشاد مع عمر سليمان التى ذكرها أبو خليل لكن المتحدثين باسم الجماعة ومعهم النائب السابق صبحى صالح لم يردجوا على الهاتف, في حين اكتفى المهندس سعد الحسينى عضو مكتب الإرشاد بالرد على أبو خليل بالقول" "ربنا ييسر لنا وله ويغفر لنا وله".